نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 92
كثير : يذكر تعالى أنه فرقهم في الأرض طوائف وفرقا ، فيهم الصالح وغير ذلك ، واختبرهم بالرخاء والشدة والرغبة والرهبة والعافية والبلاء لعلهم يرجعون ، فخلف من بعدهم خلف لا خير فيهم وقد ورثوا دراسة التوراة ، لا يشرف لهم شئ من الدنيا إلا أخذوه حلالا كان أو حراما ويقولون سيغفر لنا [1] . وقال في الميزان : قولهم " سيغفر لنا " قول جزافي لهم قالوه ، ولا معول لهم فيه إلا الاغترار بشعبهم الذي سموه شعب الله . كما سموا أنفسهم أبناء الله وأحباءه ، ولم يقولوا ذلك لوعد النفس بالتوبة ، ولا أنهم قالوا ذلك رجاء للمغفرة الإلهية ، فليس ما تظاهروا به رجاءا صادقا بل أمنية نفسانية كاذبة ، وتسويل شيطاني موبق ، فمن كان يرجو لقاء ربه ، فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا [2] . ومن باب قولهم سيغفر لنا فتحوا أبوابا قالوا عندها يوما : نحن أولياء الله من دون الناس ، ويوما : نحن أبناء الله وأحبائه ، ووضعوا هذه الأقوال داخل عقيدة تقول خطوطها العريضة : ليس علينا في الأميين سبيل ، ومن هذا النسيج قاموا ببناء نظرية تفوقهم على البشر وانفراديتهم عن الناس وأفضليتهم على جميع المخلوقات في نظر الخالق ، وانطلقوا وراء الأحبار يرددون القول بأنهم أمة فريدة تقف من الأمم موقف المختار الذي يتمتع بحقوق ليس لغيره ، ولأنهم أمة فريدة فإن أمتهم عندما تموت تبعث من جديد ، لأنها كالروح الحية للأشجار ، وكالأم السماوية معطية اللبن لجميع المواليد ليؤمنوا بالعهد الألفي السعيد . ومن الترديد وراء الأحبار انطلقوا إلى دائرة العمل ، وخطوطها العريضة تقول : إن داوود اختاره الإله وعينه ملكا ، ومملكة داوود هي
[1] تفسير ابن كثير 2 / 265 . [2] الميزان 298 / 8 .
92
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 92