نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 9
وإن كانوا في نشأة الدنيا على غفلة إلا أنهم إذا كان يوم البعث عادوا إلى مشاهدتهم ومعاينتهم وذكروا ما جرى بينهم وبين ربهم ، ولو لم يفعل الله تعالى هذا ولم يشهد كل فرد على نفسه . لأقاموا جميعا الحجة عليه يوم القيامة . بأنهم كانوا غافلين في الدنيا عن ربوبيته . ولا تكليف على غافل ولا مؤاخذة [1] . فعلى هذه الفطرة يولد الإنسان . قال رسول الله ( ص ) " كل مولود يولد على الفطرة " يعني على المعرفة بأن الله عز وجل خالقه [2] ولما كانت المعرفة قد ثبتت عند المقدمة ونسي الإنسان الموقف في الدنيا وسيذكره في الآخرة ، فإن الله سبحانه قد أقام على الإنسان الحجج في الدنيا لقوله على ما ثبت عند المقدمة . وتكون زادا له في سلوكه نحو الآخرة . ومن هذه الحجج ما هو ضمن النسيج الإنساني . قال تعالى : * ( ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين " [3] قال في الميزان : أي جهزنا الإنسان في بدنه بما يبصر به فيحصل له العلم بالمرئيات على سعة نطاقها ، وجعلنا له لسانا وشفتين يستعين بهما على التكلم والدلالة على ما في ضميره من العلم ، وعلمناه طريق الخير وطريق الشر بإلهام منا فهو يعرف الخير ويميزه من الشر . قال تعالى : * ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) * [4] . قال في الميزان : أي إنه تعالى عرف الإنسان صفة فعله من تقوى أو فجور ، وميز له ما هو تقوى مما هو فجور [5] . ومن هذه الحجج أيضا ما هو تحت سقف الكون الواسع .
[1] الميزان 325 / 8 . [2] المصدر السابق 330 / 8 . [3] سورة البلد آية 7 - 10 . [4] سورة الشمس آية 6 . [5] الميزان 296 / 20 .
9
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 9