responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 8


التي عندها بدأ الخلق ، فعند هذه المقدمة نرى العلم الذي عليه حددت الحركة ، وبعد النظر في المقدمة الأزلية نتدفق على المسيرة البشرية ، لنبحث عن استقامة الفكر والحركة . وخلوصهما من شوائب الأوهام الحيوانية والإلقاءات الشيطانية .
1 - [ حجة الفطرة ] للإنسان مهمة . ومهمته عبادة الله تعالى . قال تعالى : * ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) * [1] والمعنى : أي إنما خلقتهم لأمرهم بعبادتي لا لاحتياجي إليهم [2] . وحقيقة العبادة نصب العبد نفسه في مقام الذلة والعبودية وتوجيه وجهه إلى مقام ربه [3] . ولأن العبادة هي الغرض الأقصى من الخلقة . جهز الله تعالى الإنسان بالفطرة وجعل ينبوع دينه سبحانه فطرة الإنسان نفسه ، وقضى تعالى بأن تكون الفطرة ضمن النسيج الإنساني لا تتبدل ولا تتغير أبدا ، لتكون حجة بذاتها على الإنسان يوم القيامة ، وينبوع الدين في الفطرة يشهد به قوله تعالى : * ( وإذ أخذ الله من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا . أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) * [4] . قال المفسرون : اجتمعوا هناك جميعا وهم فرادى ، فأراهم الله ذواتهم المتعلقة بربهم ، وأشهدهم على أنفسهم * ( ألست بربكم ) * .
وهو خطاب حقيقي لهم وتكليم إلهي لهم . وهم يفهمون مما يشاهدون أن الله سبحانه يريد منهم الاعتراف وإعطاء الموثق * ( قالوا بلى شهدنا ) * .
وأعطوه الاقرار بالربوبية . فتمت له سبحانه الحجة عليهم يوم القيامة .
.



[1] سورة الذاريات آية 56 .
[2] تفسير ابن كثير 238 / 4 .
[3] تفسير الميزان 388 / 18 .
[4] سورة الأعراف آية 172

8

نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست