نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 10
وجميعها تدعو الإنسان للتقوى في التفكر والتذكر والتعقل للحصول على استقامة الفكر وإصابة العلم . قال تعالى : * ( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ) * [1] . إن للإنسان هدف وغاية . وكليات دين الله موجودة في فطرة الإنسان . ولا تبدل الفطرة أبدا لأنها حجة بذاتها وإنما يخطئ الإنسان في استعمالها ، وعدم الانتباه إلى نداءات الفطرة يؤدي إلى فساد دين الإنسان الفطري . وعندما يفسد الدين لا تتعادل القوى الحسية الداخلية للإنسان . وينتج عن هذا أنه يتبع في عقيدته ما يزينه له الشيطان في الخارج . 2 - [ الهداية وأصول الاختلاف ] ركب الله تعالى في الإنسان السمع والبصر والفؤاد ، ومن هذا التركيب نشأ فيه قوة الادراك والفكر وبهما يستحضر الإنسان ما هو ظاهر عنده من الحوادث . ويستقرئ ما كان لينطلق إلى ما سيكون . ولأن الإنسان ذو شعور وإرادة . فإن الله تعالى هيا له وجود يقبل الارتباط معه ويستطيع الانتفاع به ، قال تعالى : * ( خلق لكم ما في الأرض جميعا ) * [2] . وقال : * ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض ) * [3] . إلى غير ذلك من الآيات الناطقة بكون الأشياء مسخرة للإنسان . وبعد قيام الإنسان بواجب الخلافة عند الله في الأرض . واجهت الفطرة أول اختلاف لها على الأرض . ومنشأ هذا الخلاف أن الإنسان موجود اجتماعي . وجد ليساير الأفراد من نوعه يريدون منه ما يريده
[1] سورة لقمان آية 11 . [2] سورة البقرة آية 29 . [3] سورة الجاثية آية 13 .
10
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 10