نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 82
الأعذار وتغليب الأهواء . فالمسيرة خرجت على تعاليم داوود ومزقت دولة سليمان ، وقدمت كنوز الهيكل إما هدية وإما جزية للحفاظ على الملك ، وأقامت داخل الهيكل أصنام الأمم . وفي نهاية المطاف أغلقوه ، يقول العهد القديم " وجمع أحاز آنية بيت الله ، وقطع آنية بيت الله ، وأغلق أبواب بيت الله ، وعمل لنفسه مذابح في كل زاوية في أورشاليم وفي كل مدينة من يهوذا . وعمل مرتفعات للايقاد للآلهة الأخرى " [1] . وبتدبر انطلاقة المسيرة تحت سقف الامتحان والابتلاء ، وبالوقوف أمام انحرافهم في اتجاه العجول ، وما ترتب عليه من دق أوتاد الضلال في طريق التقدم البشري لتتعثر القافلة في طريق الاختيار ، نجد أن الشباك التي صنعها الذين كفروا من بني إسرائيل ليقع فيها الناس ، قد وقع فيها الذين كفروا وهم لا يشعرون قبل أن يقع الناس ، فالقوم صنعوا الفتن أولا فقادتهم الفتن إلى فتنة الدجال ، والطريق إلى الدجال لا يحمل إلا معالم الذلة والمسكنة وغضب الله ، فتحت هذا السقف يسير الذين صنعوا الفتن وصدوا عن سبيل الله . بعد أن ضلوا ضلالا بعيدا وكفروا وظلموا ، لأن الله تعالى أوجب على نفسه أن لا يهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها . وطريق الذلة والمسكنة له معالم في العهد القديم وبينة القرآن الكريم ، وما كانت آشور وبابل أول الزمان إلا بداية لهذا الطريق ، بعد أن تعمقت المسيرة في الضلال ولم يكن تقدمها إلا إلى الخلف ، يقول العهد القديم بعد سقوط مملكة إسرائيل في يد آشور " لم يبق إلا سبط يهوذا وحده . ويهوذا أيضا لم يحفظوا وصايا الرب إلههم . بل سلكوا في فرائض إسرائيل التي عملوها . فرذل الله كل نسل إسرائيل