responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 81


وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا ، إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا ) * [1] فالعقاب كان نتيجة لمقدمة . سلكوا فيها سبل الضلال بعد أن بين لهم الأنبياء والرسل والهدف الذي من أجله خلقهم الله . وبينوا الإمكانيات الإنسانية والإمكانيات التي في الكون التي تسمح لتحقيق هذا الهدف ، ودعم الأنبياء والرسل أقوالهم بالحجة والمعجزة ليكون لكلامهم مشروعية القبول من أقوامهم ومن العصر ، ثم بينوا لهم أصلح وأنضج العناصر التي ينبغي أن تكون في ذروة المسيرة لقيادة الناس نحو الهدف ، ولكن المسيرة الإسرائيلية ضلت الطريق . لأن سلوكها كان استجابة لحاجة معينة صرخت بها بعض الغرائز التي تصنمت أمام لافتات التزيين والإغواء والإلقاءات الشيطانية ، وتحت إلحاح هذه الحاجة نظمت المسيرة عمليات الدوافع والانفعالات والإدراك والمعرفة ، فكان تغيير الاتجاه من النور إلى الظلام ، وتغيير الاتجاه يبدأ حين يبدأ إما بالانقلاب على معالم اتجاه النور وإما بإضافة معلومات تحط من شأنه وتجعل الناس ينفضون من حوله ، ولقد ترتب على تغيير الاتجاه الفطري أن المسيرة لم تنتج إلا ظلاما ودما كما ذكر أشعيا ، ولهذا ضربها عذاب الذلة والمسكنة والاستدراج لتركيب طريق جهنم كما ذكر القرآن ، ويخطئ من يظن أن المسيرة من بعد الأنبياء قد قدمت زادا فطريا ، أو قاتلت وفقا لتعاليم الأنبياء ، ولقد تبينا من خلال سردنا لحركة المملكتين إسرائيل ويهوذا أن القتال لم يكن إلا على الملك ، وأن ما تاجر به الخلف فيما بعد بأن القتال كان من أجل أرض الميعاد أو لإقامة مملكة داوود ، أو للمحافظة على نقاء الدم اليهودي .
فكل هذا وغيره . لا وجود له إلا على موائد التبرير والترقيع والتماس



[1] المصدر السابق 59 / 10 .

81

نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست