نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 57
أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال . قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم . وقال لهم نبيهم إن آية ملكة أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ) * [1] . فعندما أخبرهم نبيهم بملك طالوت حكموا الحس في الأمر ، واعترضوا بأنهم أحق بالملك منه وأنه لم يؤت سعة من المال ، فحمل الرد إليهم : أن الملك وهو استقرار السلطة على مجتمع من الناس ، الغرض منه أن يدبر صاحبه المجتمع تدبيرا يوصل كل فرد من أفراده إلى كماله اللائق به ، ويجمع الناس تحت إرادة واحدة فلا يزاحم فرد فردا . ولا يتقدم فرد من غير حق ولا يتأخر فرد من غير حق ، والذي يحقق هذا المطلب أمران : ( أحدهما ) : العلم بجميع مصالح الناس ومفاسدها ( وثانيهما ) القدرة الجسمية على إجراء ما يراه من مصالح المملكة ، وهما اللذان يشير إليهما قوله تعالى : * ( وزاده بسطة في العلم والجسم ) * . ثم حاصرهم الرد بحجة دافعة وهي قوله تعالى : * ( والله يؤتي ملكه من يشاء ) * أي له تعالى التصرف في ملكه كيف شاء وأراد . وليس لأحد أن يقول : لماذا أو بماذا . أي ليس لأحد أن يسأل عن علة التصرف لأن الله هو السبب المطلق . ويذكر أبو الفتح السامري في تاريخه . أن طالوتا قاتل بني إسرائيل . وجعل ساحات البعل خالية وأبطل طرقها وإنه داهم بني إسرائيل في مرج البهاء وقتل كل من وجده في ساحة البعل . وحفظ الشريعة اثنين وعشرين عاما [2] ولم يقف طالوت أمام الشذوذ الداخلي
[1] سورة البقرة آية 248 . [2] نقد التوراة / حجازي لا السقا ص 92 .
57
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 57