نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 58
في المسيرة فقط وإنما جهز جيشا لقتال عدوه الخارجي المتمثل في ( جالوت ) ويسميه العهد القديم ( جليات ) [1] وأثناء تقدم الجيش في اتجاه المعركة . أجرى طالوت على الجنود اختبارا على قاعدته يميز الصادق من المنافق ، لتتعرى المسيرة العسكرية التي تاجر بها بني إسرائيل من بعد موسى عليه السلام ، قال تعالى : * ( فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده . فشربوا إلا قليلا منهم . فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه . قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده . قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " [2] . ذكر في الميزان أن الجنود كانوا في الظاهر مع طالوت ، ولكن لم يتميز بعد الطيب من الخبيث ، ولم يتحقق بعد من هم الذين مع طالوت ، فكان النهر الذي ابتلاهم به الله . ليتعين به من ليس منه وهو من شرب من النهر ، ويتعين به من هو منه وهو من لم يطعمه ، وبعد جواز النهر تمت المفاصلة وبقي معه الذين هم منه . والذين لم يخرجهم من المغترفين ، والتدبر في الآيات يعطي أن يكون القائلون : لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده . هم المغترفون ، والذين قالوا " كم من فئة قليلة " هم الذين لم يطعموا الماء أصلا [3] . وبدأت المعركة لتظهر اسم داوود من خلالها ، قال تعالى : * ( ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين . فهزموهم بإذن الله وقتل داوود جالوت وآتاه الله
[1] صموئيل أول 17 / 23 . [2] سورة البقرة آية 249 . [3] الميزان 285 / 2 .
58
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 58