نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 42
والشذوذ ، ومعنى تتبع الإخبار بالغيب للوصول إلى الحقيقة ، هو إيماني بأن النبوءة هي التي تفسر التاريخ وليس العكس ، فالأنبياء يخبرون بالغيب عن ربهم فيما يستقبل الناس ، وهذا الإخبار إما في دائرة التحذير وإما في دائرة التبشير ، وكل دائرة لا بد أن يكون لها أصحاب وأتباع ، والله تعالى له في كل موضع في هذا الكون شاهد وهذا الشاهد حجة ، وبالنظر إلى هذه الدوائر بضوء الإخبار بالغيب يمكن أن نرى حقيقة الحركة الإنسانية . حركة التاريخ تحت سقف الامتحان والابتلاء . ومن هذه الحركة يمكن أن نخرج بمضمون وبقضية وبهدف . ويمكن أن نضع أيدينا بكل يسر على العروة الوثقى التي نحكم بها على المسيرة التاريخية . تلك المسيرة التي ظهر على ساحتها العديد من أعلام الزينة والإغواء والأهواء ودخل أصحابها في دائرة التحذير . وعندما أصبحوا أعمدة في هذه الدائرة ، حذرت النبوءة منهم ومن دوائرهم . ثم سلطت أضواءها على دائرة التبشير ليتحرك الناس الحركة التي يحبون أن ينظر الله إليهم وهم يتحركونها . لأن سنة استخلاف الإنسان في الأرض تقوم على حكمة " لينظر الله كيف تعملون " . وبالجملة : لقد حذر الوحي من الشيطان . وحذرت النبوءة من المنافقين والمترفين الذين اتخذوا من الصد عن سبيل الله هدفا لهم ، وفي دائرة التحذير وقف الشيطان وبرنامجه وأتباعه من أهل الأهواء تحت ضوء الإخبار بالغيب ، ليتبين الناس الوقود الذي أمد المسيرة . ويعلموا أن التاريخ وإن ظهر كوحدة واحدة ، إلا أنه في الحقيقة وحدة إنسانية واحدة ذات حركتين ، حركة حق وحركة باطل ، ولأن الحاضر ابنا للماضي فإنه يرث هذه التركة وينطلق بها إلى المستقبل . وعلى الإنسان في هذه الحالة أن ينقب ويبحث وينظر فيما حوله من حجج عليه . لأنه مستخلف في الأرض . والاستخلاف يقتضي حركة . والحركة منظورة من الله .
42
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 42