نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 41
وعد سبحانه خشيتهم بالغيب . لكون ما آمنوا به محجوبا عنهم تحت حجب الغيب . والله تعالى يعلم الغيب لذاته قال سبحانه * ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) * [1] فالآية أفادت معنى الأصالة ، فعلم الغيب في الأصل يختص بالله تعالى وغيره يعلمه منه سبحانه ، وهو سبحانه يظهر لرسله ما شاء من الغيب . قال تعالى : * ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ) * [2] . وإخبار الأنبياء والرسل بالغيب عند ربهم . فيه لطف من الله لعبادة وهم تحت سقف الامتحان والابتلاء ، فالله يعلم أن عباده يجهلون أكثر مصالحهم وطرقها في الحياة ، ولذا سن سبحانه الشرايع وما فيه خيرهم . ليدلهم على الصراط المستقيم والسعادة الدائمة ويزجرهم عما فيه الفساد ، ولعلمه سبحانه أن أكثر عباده لا يطيعونه فيما شرع لهم ، أظهر لرسله بعض ما يستقبل الناس من أحداث في الدنيا والآخرة ، ليكون هذا الإخبار بالغيب حجة وسراج يهدي إلى الطريق المستقيم . ليهلك من هلك عن بينة ، والإخبار بالغيب في خطوطه العريضة لطف ورحمة . ولا يرفع هذا اللطف وهذه الرحمة أن يكون العباد متمرسين على طاعته سبحانه غير منقادين إلى أوامره ونواهيه ، لأنه سبحانه اللطيف بعباده الجواد الكريم . يلطف ويأمر بالطاعة لأنه مريد لها وينهى عن المعصية لأنه كاره لها . ومنهج البحث في هذا الكتاب يتخذ من الإخبار بالغيب عمودا فقريا للوصول إلى الحقيقة التي يجلس على قمتها آخر الزمان " المهدي المنتظر " رمزا لطائفة الحق . و " المسيح الدجال " رمزا للانحراف