نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 364
عدونا ؟ ومن أين نبدأ وكيف نخرج من الدائرة المغلقة ؟ إننا إذا لم نعرف كل هذا وغيره . فستدفع أجيالنا في المستقبل ثمنا باهظا ويشهدوا جنازتهم على أقل تقدير وهم وراء أمير السلام ، وسنعتمد نحن هذه الجنازة لأن المستقبل ابن للماضي ولا ينفصل عنه . أجيبوا . أجيبوا يرحمكم الله . قبل أن يأتي يوم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل . 2 - ( مستقر المسيرات الانحرافية ) يبعث الله تعالى الأنبياء والرسل ليذكروا الناس بالمخزون الفطري الذي وضعه الله في النفس البشرية عند بدأ الخلق ، وهذا المخزون هو توحيده تعالى ، ويقوم الأنبياء والرسل على امتداد عهد البعثة بسوق الناس إلى طريق الهدى ببيانهم للناس ما أنزل إليهم من ربهم ، وبعد أن يقيم رسل الله الحجة على الناس . ينسى بعض الناس ما ذكروا به ، ويقومون بأعمال تعارض الفطرة ووصايا الله ، وأخبرت الدعوة الخاتمة أن الله تعالى يستدرج هذه المسيرات الانحرافية على امتداد المسيرة البشرية ، وعلى امتداد الاستدراج ينال الذين ظلموا عذاب الخزي في الحياة الدنيا ، قال تعالى : * ( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ) * [1] . وعذاب الاستدراج في الحياة الدنيا أبوابه مفتوحة ، يدخل فيها الحاضر إذا أخذ بأسباب الانحراف من الماضي ، وإذا انطلق الحاضر إلى المستقبل ولم تحدثه نفسه بتوبة ، انتهت أقدامه إلى المسيح الدجال ، وفي دائرة الدجال تنال جميع رايات الانحراف والشذوذ عذاب الخزي