نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 362
يعرف ذاته ولا يعرف القوى المعادية له ، أو بمعنى آخر . يجب أن نعترف بأن هؤلاء يبدوا وكأنهم لا يريدون أن يعرفوا ذاتهم أو كأنهم لا يقدرون على محاولة المعرفة ، وأنهم لا يعرفوا عدوهم معرفة حقيقية أو لعلهم لم يحاولوا أن يعرفوا ، وفي جميع الحالات يجب أن نعترف بأننا لا نعرف أنفسنا ولا نعرف عدونا . ويجب أن نعترف بأن الفطرة يحيط بها الظلم من كل مكان ، وأين الوسائل المحيطة بها يمسك بزمامها الجبان ، وكلمة الجبان لا تعني الرجل الخائف الرعديد فقط ، وإنما تعني ذلك الرجل الذي إذا تمكن من عدوه كان أكثر جبنا ، بمعنى أنه لا يعرف في التعامل معه معنى من معاني النبالة أو الكرم أو الشهامة ، إنما يستعمل معه أدنأ الوسائل وأدناها إلى الحطة ، والفطرة الإنسانية تحيط بها أكثر الناس جبنا ، بمعنى أكثر الناس ميلا للانتقام . . وإذا كان البحث العلمي قد قدم للمسيرة البشرية مجهودات عظيمة ، من عصر الطاقة اليدوية إلى عصر الفحم . إلى عصر البخار . . إلى عصر البترول . إلى عصر الكهرباء ، ومن عصر الذرة إلى عصر الإلكترونيات . إلى عصر الكومبيوتر إلى عصر الفضاء إلى عصر الهندسة الوراثية ، فيجب أن نعترف أن الأعظم من هذا المجهود الضخم استعمل في كل عصر من أجل خدمة مخططات الأهواء وأهداف المادية ، وعن طريقة استطاع أصحابه أن يتغلغلوا داخل النفس لإغوائها لتكون عضوا على طريق أهدافهم . إن العلوم المفيدة تكون في متناول الإنسان عندما تصلح أخلاقه ، أما إذا وقف الجبان على أبواب المجهودات العلمية ، فسيكون للظلم والجور وللفساد أعلاما متعددة الألوان والأشكال ، وفي عصرنا نرى المخطط اليهودي والوثني تحميه الترسنات النووية والكيمائية
362
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 362