نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 340
ستين ، حيث مقدمة الخلف الذين أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ، روى البخاري عن الزهري قال " دخلت على أنس فوجدته يبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ قال : ما أعرف شيئا مما أدركت ، إلا هذه الصلاة ، وهذه الصلاة قد ضيعت " [1] ، ومات أنس سنة ثلاث وتسعين ، وكان يقول : لم يبق أحد صلى القبلتين غيري [2] . وفي الخلف الذين يضيعون الصلاة بعد أنبياء الله ، يقول تعالى : * ( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذربة آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل . وممن هدينا واجتبينا . إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ، فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) * [3] . قال المفسرون : ذكر الله حزب السعداء . وهم الأنبياء ومن اتبعهم من القائمين بحدود الله وأوامره المؤدين فرائض الله ، ثم ذكر سبحانه الخلف : أي البدل السئ . وقوله تعالى : * ( فخلف من بعدهم ) * أي قام مقام أولئك الذين أنعم الله عليهم . وكانت طريقتهم الخضوع والخشوع لله بالتقدم إليه بالعبادة ، قوم سوء أضاعوا الصلاة ، وضياع الشئ : فساده أو افتقاده ، ومعنى أنهم أضاعوا الصلاة : أي أفسدوها بالتهاون فيها والاستهانة بها ، حتى تنتهي إلى أمثال اللعب بها والتغيير فيها والترك لها ، فإذا كانوا قد فعلوا هذا بالصلاة فإنهم لما سواها من الواجبات أضيع . لأنها عماد الدين وقوامه ، ثم أخبر سبحانه . بأن القوم السوء الذين أضاعوا الصلاة وهي الركن الأصيل في العبودية . واتبعوا الشهوات ، هؤلاء سيلقون غيا : أي خسارة ، وهذه العقوبة سنة ثابتة لا تتبدل ولا تتغير ، يعاقب الله بها كل خلف طالح ، وذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية ، أن
[1] رواه البخاري ( الفتح الرباني 200 / 1 ) . [2] الإصابة 171 / 1 . [3] سورة مريم آية 59 .
340
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 340