نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 341
هذا الخلف في هذه الأمة أيضا [1] . والخسارة التي توعد الله بها الخلف الذين أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ، يحمل أسبابها أمراء السوء وسبايا السوء الذين تربوا على القصص وتسربت إليهم روح الأمم المستعلية الجبارة ، فهؤلاء وغيرهم فتحوا أبواب القتال من أجل الملك ، وعند نهاية القتال ، وفي نهاية المسيرة كانت الخسارة عنوانا رئيسيا لكل شئ في عالم الاستدراج . أما القتال على الملك . فيشهد به أبو برزة الأسلمي . روى البخاري عن أبي المنهال قال " لما كان ابن زياد ومروان بالشام ، ووثب ابن الزبير بمكة ، ووثب القراء بالبصرة ، انطلقت مع أبي إلى أبي برزة الأسلمي . فقال أبي : يا أبا برزة . ألا ترى ما وقع فيه الناس ؟ فقال : إني احتسبت عند الله أني أصبحت ساخطا على أحياء قريش ، إنكم يا معشر العرب كنتم على الحال الذي علمتم من الذلة والقلة والضلالة ، وإن الله أنقذكم بالإسلام وبمحمد ( ص ) ، حتى بلغ ما ترون ، وهذه الدنيا أفسدت بينكم ، إن ذاك الذي بالشام والله إن يقاتل إلا على الدنيا ، وإن هؤلاء الذين بين أظهركم والله إن يقاتلون إلا على الدنيا ، وإن ذاك الذي بمكة والله إن يقاتل إلا على الدنيا " [2] . ونتيجة القتال على الملك ، لم تستطع الدولة البقاء تحت حكم إدارة مركزية واحدة ، فعند بداية المسيرة . اتسعت الدولة من شواطئ المحيط الأطلسي في المغرب إلى نهر السند في الشرق ، ومن بحر مازندران في الشمال إلى منابع النيل في الجنوب ، وكما توسعت الدولة بسرعة . تجزأت بسرعة أيضا ، فإذا نظرنا على امتداد المسيرة لنرصد
[1] تفسير ابن كثير 128 / 3 . [2] رواه البخاري ( الصحيح 230 / 4 ) .
341
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 341