نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 334
المسيرة كان هناك شبه انفصال بين الشعوب الإسلامية وحكامهم ، فكثير من الحكومات لم تكن تعبر عن شعوبها ، وبينما كان الأمراء وأصحاب المقاعد الأولى في الدولة يضيعون الصلاة ويتبعون الشهوات . كانت الشعوب تختزن بداخلها الفطرة النقية ببركة وجود القرآن الكريم ، ونحن في بحثنا هذا في المسيرة الإسلامية . لم نرصد إلا حركة أصحاب المقاعد الأولى ومن دار في فلكهم ، أما حركة الأمة الإسلامية ورفضها للانحراف فإن لهذا موضع آخر . وحركة الدعوة الخاتمة في اتجاه الشعوب هي حركة المنقذ للفطرة من الانحراف والضلال ، ولقد أعطى النبي ( ص ) الفكرة الصحيحة الداعية للفتح الإسلامي ، وبين أن الفتح ليس للقتل أو الانتقام وإنما هو رحمة وشفقة على البلاد المفتوحة وتخليصها من نير العبودية وتطبيق النظام الإسلامي الفطري عليها ، ولم تكن الغنائم هي غاية الفتح ، فالغنائم ليس لها أهمية تذكر بجانب هدف الفتح الأسمى ، فرفع الظلم عن البلد المفتوح هو المقصد سواء غنم الجيش أو لم يغنم ، والإسلام ينظر إلى الغنيمة على أساس أنها من قبيل جوائز التشجيع للقتال في سبيل الله ، لأن المقصود بالحرب الظفر على الأعداء ، فإن غلبوا فقد حصل المطلوب وتكون الأموال التي غنمها المقاتلون زيادة على أصل الغرض ، ولما كانت الغنيمة على طريق القتال في سبيل الله ، وبما أن الله تعالى وضع أحكاما خاصة بالقتال في سبيله ، فإنه تعالى قسم الغنيمة على الجيش المنتصر لرفع معنوياته وترغيبا له على التكرار . وبالجملة : الغنيمة زيادة على أصل الغرض الذي من أجله يقاتل الجيش . وهي ملك لله ورسوله وتوضع حيثما أراد الله ورسوله . واجتهد الصحابة في غنائم الحرب ، فصب هذا الاجتهاد في نهاية المطاف في دوائر التنافس والتحاسد وغير ذلك ، ويشهد ذلك
334
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 334