responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 335


قوله ( ص ) وهو يخبر بالغيب عن ربه في ما رواه مسلم عن عبد الله قال " قال رسول الله ( ص ) : إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم ؟ قال عبد الرحمن بن عوف : كما أمرنا الله ، فقال النبي ( ص ) : أو غير ذلك .
تتنافسون . ثم تتحاسدون ، ثم تتدابرون ، ثم تتباغضون . أو نحو ذلك .
ثم تنطلقون في مساكن المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض " [1] .
فالفتح أنتج ثقافة لم تكن في يوم من أهداف الفتح ، وأيقظ الفتح غريزة العرب الجاهلية من الغرور والنخوة بعدما كانت في سكن بالتربية النبوية ، والطريق الذي انتهى بالتباغض كما مر في الحديث السابق ، امتد لينتهي بالبغي في حديث آخر يخبر فيه النبي ( ص ) بالغيب عن ربه ويقول " سيصيب أمتي داء الأمم . الأشر والبطر . والتكاثر . والتشاحن .
والتباغض . والتحاسد ، حتى يكون البغي " [2] .
والطريق إلى البغي كان عليه أمراء لا يمتازون إلا بالسواعد القوية ، وروي أن حذيفة قال لعمر بن الخطاب : إنك تستعين بالرجل الفاجر ، فقال له عمر : إني لأستعمله لأستعين بقوته . ثم أكون على قفائه " [3] ، وقال في فتح الباري : والذي يظهر من سيرة عمر في أمراؤه الذين كان يؤمرهم في البلاد . أنه كان لا يراعي الأفضل في الدين فقط ، بل يضم إليه الذي عنده مزيد من المعرفة بالسياسة ، فلأجل هذا استخلف معاوية والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص ، مع وجود من هو أفضل منهم في أمر الدين والعلم [4] .



[1] رواه مسلم ( الصحيح 97 / 18 ) .
[2] رواه الحاكم وصححه ( كنز العمال 526 / 3 ) .
[3] رواه أبو عبيد ( كنز العمال 771 / 5 ) .
[4] فتح الباري 116 / 1 .

335

نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست