نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 333
والمسيرة قد اجتهدت تحت سقف الامتحان والابتلاء ، ولكن أحاديث الإخبار بالغيب ، وحركة التاريخ ، تثبت أن بعض هذه الاجتهادات انتهت في نهاية المطاف إلى دائرة لا تحقق الأمان بصورة من الصور ، قد تكون بيوت المال قد امتلأت بالذهب والفضة عند المقدمة ، ولكن عند النتيجة نرى أن تفضيل هذا عن ذاك في القسمة ، أدى إلى الصراع القبلي بين ربيعة ومضر ، وبين الأوس وبين الخزرج [1] وأشعل الصراع العنصري بين العرب والعجم . والصريح والموالي [2] كما أدى الاجتهاد في الخمس إلى اختلاف الأمة في من هم عشيرة النبي الأقربين ؟ ومن هم أهل بيته وعترته ؟ ، وأدى الاجتهاد في الأربعة أخماس الخاصة بالجنود ، إلى احتواء الأمراء في الأمصار على معظم هذه الأموال ، وكان لهذا أثرا سيئا على امتداد المسيرة ، وأدى الاجتهاد في سهم المؤلفة ، إلى استواء ضعيف الإيمان مع قوى الإيمان ، وأدى إلى تهييج النفوس على الانتقام بأي وسيلة ، لأن الصدقة من خصائصها أنها تنشر الرحمة وتورث المحبة . وتألف القلوب . وتبسط الأمن ، فإذا أمسكت ، وكان تحت سقف الأمة منافقين ، منهم اثني عشر رجلا أخبر النبي ( ص ) أنهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ولن يدخلوا الجنة حتى يلج الجمل سم الخياط . كان إمساكها سببا في فتح طرق الفساد . رابعا - [ من معالم المسيرة ] في عهد النبي ( ص ) ، كانت الأحكام والفرائض والحدود وسائر السياسات الإسلامية قائمة ومقامة ، ثم لم تزل بعد ارتحاله ( ص ) تنقص وتسقط حكما فحكما يوما فيوما بيد الحكومات الإسلامية ، وعلى امتداد
[1] تاريخ اليعقوبي 106 / 2 . [2] ابن أبي الحديد 111 / 8 .
333
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 333