نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 29
معها يتأثر وينفعل بشتى الانفعالات . ويعبر عن أفكاره ومشاعره باللفظ تارة وبالحركة والإشارة تارة أخرى . ويكد ويسعى ويضرب في الأرض ويندمج في حلقات اجتماعية ، فلأجل ذلك وغيره . قامت الرسالة الخاتمة بتوجيه الغرائز والانفعالات الإنسانية ، ليتم التآلف بين العناصر المختلفة للشخصية وتتحد ويقوى ما بينها من ارتباطات . لتسلك مسلكا واحدا نحو هدف واحد . وعلى امتداد عهد البعثة الخاتمة ، خاطب القرآن والسنة المطهرة عقل الإنسان ووجدانه . وتم إرشاده إلى معرفة الله والإيمان به ، وبينت له العبادات التي تدعم صلة الإنسان بربه وتزكي نفسه وتسمو بروحه ، وانطلق الخطاب إلى المجتمع فبينت الأحكام والمبادئ التشريعية الأمور التي تنظم أمر المجتمع تنظيما عادلا متوازنا . وتخلصه من كل أسباب الصراع والانحراف وتتكافأ فيه الفرص لجميع الناس في حدود قدراتهم المختلفة ، وأمر الشرع الحنيف برد أي اختلاف إلى الله ورسوله . قال تعالى : * ( وما اختلفتم في شئ فحكمه إلى الله ) * [1] . وقال : * ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) * [2] . وأمر الله الذين آمنوا بأن لا يكون لهم اختيار أمام اختيار الله ورسوله . قال تعالى : * ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) * [3] . وعلى هذا فمن حكم بغير حكم الله ورسوله يكون قد وقف في دائرة من دوائر ثلاث : دائرة الكفر لقوله تعالى : * ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) * [4] . أو دائرة الظلم . لقوله تعالى : * ( ومن
[1] سورة الثوري آية 10 . [2] سورة الحشر آية 7 . [3] سورة الأحزاب آية 36 . [4] سورة المائدة 44 .
29
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 29