responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 28


كفر أصحابها بنعمة الله ، وأنتج هذا التناقض العديد من الفتن المهلكة .
ولأن هذه الفتن تقود أصحابها إلى المسيح الدجال . وقعت المسيرة إلا من رحم الله في شراك الدجال . يقول النبي في ( ص ) " وما صنعت فتنة منذ كانت الدنيا صغيرة ولا كبيرة إلا لفتنة الدجال " [1] .
ومن لطف الله تعالى بعباده بعث فيهم المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام ، ولكن بنو إسرائيل كذبوه وطالبوه بأن يعيد لهم الملك إن كان هو المسيح حقا ، وهذه الروح الباغية التي دبت في قلوبهم جعلتهم يفسدون في الأرض ويميتوا الروح الإنسانية وآثارها الحاكمة في الجامعة البشرية ، وكانت مقولة شعب الله المختار وأرض الميعاد أصل أصيل في الصد عن سبيل الله . لأن الفطرة تقول بأن الأرض لله يورثها الله من يشاء من عباده ، والله تعالى لا يصطفي أحدا بالاستخلاف اصطفاءا جزافا ولا يكرم أحدا إكراما مطلقا من غير شرط ولا قيد ، لأن الكرامة الإلهية ليست بذاك المبتذل السهل التناول حتى ينالها كل ناعق .
أو يحسبها كل محتال أو مختال كرامة جنسية أو قومية ، بل يشترط في نيلها الوفاء بعهد الله وميثاقه والتقوى في الدين ، فإذا تمت الشرائط حصلت الكرامة وهي المحبة والولاية الإلهية التي لا تعدوا عباده المتقين . وأثرها النصرة الإلهية والحياة السعيدة التي تعمر الدنيا وتصلح بال أهلها وترفع درجات الآخرة .
وفي الوقت الذي كانت الظلمات فيه بعضها فوق بعض ، بعث الله تعالى رسوله محمد ( ص ) بالرسالة الخاتمة إلى الإنسانية جمعاء ، ولأن الإنسان كائن حي يرغب ويحس ويدرك وينفعل ويتذكر . ويتعلم ويتخيل ويفكر ويعبر ويريد ويفعل ، ولأن العلاقة بين الإنسان وبيئته علاقة أخذ وعطاء وفعل وانفعال وتأثير متبادل وصراع موصول . وهو في تعامله



[1] رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح ( الفتح الرباني 69 / 24 ) .

28

نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست