نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 26
الحميد ويكونوا هم بدورهم حجة على غيرهم . ولقد أنعم الله تعالى على بني إسرائيل نعما عديدة . تبدأ ببعثة موسى وهدايتهم إلى دين الله . وتمر بنجاتهم من آل فرعون وتنتهي بإنزال التوراة وتشريع الشريعة التي تزهو بسنة اجتماعية هي أحسن السنن وهي سنة التوحيد . تأمرهم بطاعة الله ورسوله والعدل التام في مجتمعهم وعدم الاعتداء على غيرهم من الأمم . وفي خيمة الاجتماع بين لهم موسى أن الأخلاق الفاضلة . تحتاج إلى عامل يحرسها ويحفظها في ثباتها ودوامها وهذا العامل هو التوحيد ، وبين أن أركان المجتمع الصالح لا تثبت إلا برجال تحددهم الدعوة من صفاتهم الرسوخ في العلم ، وأخبرهم أن تفسير أحكام الشريعة موقوفة على هارون وبنيه [1] وفي الوقت الذي كان موسى عليه السلام يبين فيه طريق الخير . أخبرهم بالغيب عن ربه بأنهم سيختلفون من بعده [2] ، وسينحرفون [3] وسيفعلون ما يوجب لعنة الله عليهم [4] . ووقع ما أخبر به موسى عليه السلام ، وبرزت قيادات هدفها التصارع على الملك ، وكان اختيار هذه القيادات يتم نتيجة لصفات القائد الشخصية وأحيانا الجسمانية ، ولم يتطرق الاختيار إلى عامل الأصالة أو المركز الديني ، وتحت قيادة هذه الزعامات تسللت ثقافات عبادة العجول وغيرها من الأمم إلى بني إسرائيل ، وعندما بعث فيهم داود عليه السلام ساقهم بعيدا عن عبادة المادة ووحد الدولة ، ولكن هذا الاصلاح لم يدم طويلا . فبعد سليمان بن داود عليهما السلام انقسمت
[1] أنظر : سفر اللاويين 1 / 9 ، 8 / 1 - 14 . [2] المصدر السابق 26 / 3 - 8 . [3] التثنية 31 / 4 2 - 29 . [4] المصدر السابق 38 / 15 - 36 .
26
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 26