responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 226


الحصين الذي يحفظ الإنسان من الزلل ، قال رسول الله ( ص ) " والذي نفس محمد بيده . لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به . إلا كان من أصحاب النار " [1] ، وروي أنه ( ص ) ذهب إلى يهود . وقال لهم " يا معشر يهود أسلموا تسلموا " فقالوا : قد بلغت يا أبا القاسم . فقال " أسلموا تسلموا " فقالوا : قد بلغت يا أبا القاسم فقال " ذلك أريد " ( أي : أريد أن تعرفوا أني بلغت ) ثم قال لهم " إعلموا إنما الأرض لله ولرسوله ، وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض ، فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه ، وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله " [2] فالرسول ( ص ) بلغ بالإسلام ، ولكن القوم كانت عيونهم على الأرض والطين ، لأنهم من أجل هذا الميراث يعملون ، فوقفوا بما يعتقدون أمام القول الفصل وهو " إعلموا أن الأرض لله ورسوله " . ولم يكن الجلاء من جزيرة العرب عقابا وحيدا للذين يصدون عن سبيل الله ، وإنما أنذرهم الله بعقاب أليم في الحياة الدنيا والآخرة ، قال تعالى : * ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها على أدبارها . أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمرا مفعولا ) * [3] . قال في الميزان : دعاهم الله تعالى إلى الإيمان بالكتاب الذي نزله مصدقا لما معهم ، وأوعدهم بالسخط الذي يلحقهم لو تمردوا واستكبروا من طمس أو لعن يتبعانهم اتباعا لا ريب فيه ، وطمس الوجوه محو هذه الوجوه التي يتوجه بها البشر نحو مقاصدهم الحيوية مما فيه سعادة الإنسان المرتقبة والمرجوة ، وهذا المحو ليس هو المحو الذي يوجب فناء الوجوه وزوالها ، بل محو يوجب ارتداد تلك الوجوه على أدبارها ، فإذا كانت الوجوه تقصد مقاصدها على الفطرة التي فطر الله



[1] رواه مسلم ( الصحيح 93 / 1 ) .
[2] رواه مسلم ( الصحيح 159 / 5 ) .
[3] سورة النساء آية 47 .

226

نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست