نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 225
وهذا الحكم يقرؤه فيما بين أيديهم من التوراة الحاضرة ، ومنه قول الرب لهم " ها أنذا أنساكم وأرفضكم من أمام وجهي أنتم والمدينة التي أعطيتكم وآبائكم إياها . وأجعل عليكم عارا أبديا وخزيا أبديا لا ينسى " [1] ، وقال : " هوذا من أجل آثامكم بعتم . ومن أجل ذنوبكم طلقت أمكم " [2] ، وبين هذا الحكم وبين البعثة الخاتمة . قتلوا الأنبياء الذين بعثهم الله لإقامة الحجة على الأجيال المتعاقبة ، وعندما جفت المسيرة من الماء . بعث النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم ليختبر الله تعالى بمنهجه أمة جديدة في مقدمة عالم جديد . وببعثة النبي الخاتم . حكمت الدعوة الإلهية حكمها الفصل على قصة الميراث . التي سهر عليها بني إسرائيل ليلا طويلا ، وذلك ببسط الدعوة يدها على المسجد الحرام والمسجد الأقصى في رحلة واحدة في ليلة واحدة ، قال تعالى : * ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) * [3] ، فالميراث بدأت حدوده من موضع سجود . وانتهت إلى موضع سجود ، وهو ممتد إلى كل موضع سجود ، وليس معنى هذا أن الدعوة الخاتمة تبحث عن الأرض والطين ، وإنما معناه أنها ترعى التقوى في أي مكان وتعمل من أجل الاصلاح في كل مكان ، ترعى التقوى لأن العاقبة للمتقين ، وتعمل من أجل الاصلاح حتى يرث الصالحون ، قال تعالى : * ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) * [4] . ولأن الدعوة تقوم على التوحيد ، ولأن التوحيد هو الحصن