responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 224


لقد بينت الدعوة الإلهية الخاتمة للبشرية العقيدة الحقة ، وأقامت الحجة على أهل الكتاب ليتفكروا وليتدبروا . ليعلموا أن دين إبراهيم برئ من جميع العقائد التي عليها بصمات العجول وآلهة الأمم المتعددة ، وأن دين إبراهيم لا علاقة له بعقائد التثليث وألوهية المسيح ، ولم تكن مهمة إبراهيم عليه السلام في يوم من الأيام هي البحث عن الميراث من النيل إلى الفرات ، وإنما كان عليه السلام إماما للناس ، يقتدون به ويتبعونه في أقواله وأفعاله ، وهذه الإمامة لا ينالها ظالم من ولده ، لأن الله لا يجعل الظالمين أئمة ولا يعطي الإمامة لعدوه . لأن هؤلاء يأتون كنتيجة لأعمال الظالمين من الناس ، والله تعالى رؤوف بالعباد ، والناس تحت مظلة الاختبار يمتحنون ، فمن سلك طريقا على ذروته إمام للرحمة والعدل . وصل إلى غايته ، ومن سلك طريقا على ذروته إمام يدعو إلى النار ، دخل فيها .
وعلى امتداد عهد البعثة الخاتمة ، بين الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، أن شريعته تنهى عن الفحشاء والمنكر وتأمر بالمعروف ، وتحذر من البغي والاستكبار والاختلاف ، وتنادي بالعدل والإحسان والاستقامة ، وتدعو إلى العمل الصالح والتفكر والتدبر والإصلاح والإخلاص ، وإن منهج الدعوة عموده الفقري هو التوحيد ، وشجرته الأخلاق الفاضلة ، إلى غير ذلك من الأوامر والنواهي .
وعلم أهل الكتاب وغيرهم أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده . وقال تعالى : * ( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) * [1] ، ولقد أختبر الله تعالى الفرع الإسرائيلي من الشجرة الإبراهيمية . وبعث فيهم الأنبياء والرسل لينظر سبحانه كيف تعمل القافلة ، وعلم أهل الكتاب كيف سارت القافلة . وبماذا حكم الله عليها .



[1] سورة الأعراف آية 128 .

224

نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست