نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 221
به التوراة والإنجيل ، مع مشاهدتهم انطباق الآيات والعلائم المذكورة فيهما عليه ، وأيضا إنكارهم ما يبنيه لهم النبي الخاتم ( ص ) من آيات ربهم التي تنطق بها كتبهم . التي بين أيديهم ويشهد القرآن بها ، ثم قال تعالى : * ( يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ) * والمعنى لم تظهرون الحق في صورة الباطل ؟ وقوله : * ( وأنتم تعلمون ) * دلالة أو تلويح على أن المراد باللبس والكتمان ما هو في المعارف الدينية ، غير ما يشاهد من الآيات التي حرفوها أو كتموها أو فسروها بغير ما يراد منها . ولما كان الله تعالى قد أنكر عليهم كفرهم بآيات الله وهم يشهدون ، فإنه تعالى بين في آية أخرى من آيات القرآن الكريم ، أن جدالهم في آيات الله بغير سلطان أتاهم ، رغبة منهم في إدحاض الحق الصريح بهذا الجدال ، قد أوقعهم في فتنة المسيح الدجال ، ففي قوله تعالى : * ( إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير " [1] ، أخرج ابن أبي حاتم عن كعب . أن هذه الآية نزلت في اليهود فيما ينتظرونه من أمر الدجال ، وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : قال اليهود . يكون منا ملك آخر الزمان . البحر إلى ركبتيه . والسحاب دون رأسه . يأخذ الطير بين السماء والأرض . معه جبل خبز ونهر ، وقال أبو العالية : نزلت هذه الآية في اليهود . وذلك إنهم ادعوا أن المسيح ( الدجال ) منهم وإنهم يملكون به الأرض ، فقال الله لنبيه ( ص ) آمرا له : أن يستعذ من فتنة الدجال [2] . وبالجملة بينت الدعوة الإلهية الخاتمة . أن الرقعة التي يقف
[1] سورة غافر آية 56 . [2] أنظر تفسير ابن كثير 84 / 4 ، تفسير الميزان 348 / 17 .
221
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 221