responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 220


والله ولي المؤمنين ، ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم . وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون ، با أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون . يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ) * [1] .
لقد أنكر الله عليهم قولهم ذلك ، وأمرهم برد ما لا علم لهم به إلى عالم الغيب والشهادة الذي يعلم الأمور على حقائقها ، وشهد سبحانه بأن إبراهيم كان متحنفا عن الشرك قاصدا إلى الإيمان وما كان من المشركين ، وأخبر سبحانه بأن أحق الناس بمتابعة إبراهيم . الذين اتبعوه على دينه ، وهذا النبي . يعني محمدا ( ص ) والذين آمنوا . لأنهم على الإسلام الذي اصطفى الله به إبراهيم ، وكذا كل من اتبعه دون أن يكفر بآيات الله ويلبس الحق بالباطل ، ثم أخبر تعالى بأن طائفة من أهل الكتاب تود أن تضل الذين آمنوا بإلقاء الشبهات بينهم ، وإنهم يضلون أنفسهم أولا . لأن الإنسان لا يفعل شيئا من خير أو شر إلا لنفسه كما قال تعالى : * ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ) * [2] ، ثم قال سبحانه * ( يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ) * وأهل الكتاب لا ينكرون أن للعالم إلها ، وإنما ينكرون أمورا من الحقائق بينتها لهم الكتب السماوية المنزلة عليهم وعلى غيرهم ، كنبوة النبي ( ص ) ، وكون عيسى عبدا لله ورسولا منه ، وأن إبراهيم ليس بيهودي ولا نصراني ، وإن يد الله مبسوطة ، وإن الله غني ، وإن الدجال فتنة فيه تصب جميع الفتن ، إلى غير ذلك . وقوله تعالى : * ( وأنتم تشهدون ) * والشهادة هو الحضور والعلم عن حس ، دلالة على أن المراد بكفرهم بآيات الله . إنكارهم كون النبي ( ص ) هو النبي الموعود الذي بشر



[1] سورة آل عمران آية 65 - 71 .
[2] السجدة آية 46 .

220

نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست