نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 193
وبولس وهو يصيغ منهجه للتعتيم على النبوة الخاتمة ، راعى أن يكون الحي النصراني خادما للحي اليهودي ، بمعنى أنه قام بتحويل الدعوة المسيحية من السير إلى الأمام إلى السير نحو الخلف بلا سراج ينير ، حتى تقف المسيرة عند الوراء أمام لوحة ميراث بني إسرائيل ، ولا تملك المسيرة إلا أن تكون خادمة لهذا العنوان ، وعلى امتداد هذه الخدمة يتم صحن كل شئ في خدمة الحي اليهودي بما في ذلك آيات التبشير بالنبوة الخاتمة . لقد جرد بولس الحي النصراني من الشريعة التي يتمسك بها الحي اليهودي ، وعلى هذا يصبح لا معنى وراء اعتناق اليهودي للنصرانية التي حررها بولس من الشريعة ، ولأن النصرانية التي أسسها بولس تعمل تحت سقف الحي اليهودي . فإن وجود النصارى تحت هذا السقف يكون له معنى بأي صورة من الصور ، وبولس نفسه يقول " لي رجاء بأن يحقق الله ما وعد به آباءنا . وما زالت أسباط شعبنا الاثني عشر تواظب على العبادة ليل نهار راجية تحقيقه " [1] . وقد علمنا من قبل أن الأسباط الاثني عشر تخص الحي اليهودي ، وأن التلاميذ الاثني عشر يخصوا دعوة المسيح فإنهم ذلك . ودفع القافلة النصرانية لخدمة الأهداف اليهودية . نراها في أصول بولس التي تتحدث عن الميراث وتضرب من خلاله آيات التبشير بالنبوة الخاتمة . ومن ذلك قوله " قد سمعتم بتدبير نعمة الله الموهوبة لي لأجلكم . كيف كشف لي السر عن طريق الوحي . كما كتبت قبلا بإيجاز . ويمكنكم حينما تقرأون ما كتبته أن تدركوا اطلاعي العميق على سر المسيح . ذلك السر الذي لم يطلع عليه بنو البشر في الأجيال الماضية مثلما أعلن اللآت بوحي الروح لرسله القديسيين وأنبيائه ، وهو :