نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 189
بولس . لتعمل من أجل ميراث بني إسرائيل الذي لم تفارق ثقافته فرقة الفريسيين أصحاب التفسير الشفهي ( التلمود ) على امتداد المسيرة ، وبولس نفسه يثبت هذا الهدف بعد دخوله إلى الحي النصراني . قال " لي رجاء بأنه يحقق الله ما وعد به آبائنا وما زالت أسباط شعبنا الاثني عشر تواظب على العبادة ليل نهار راجية تحقيقه " [1] . ومنزلة هارون جاءت على لسان بولس عندما قال " إن الكاهن الأعلى كان يؤخذ من بين الناس ، ويعين للقيام بمهمته نيابة عنهم في ما يخص علاقتهم بالله ، وذلك لكي يرفع إلى الله التقدمات والذبائح . . . ولم يكن أحد يتخذ لنفسه هذه الوظيفة الشريفة متى أراد ، بل كان يتخذها من دعاه الله إليها كما دعا هارون " [2] وعلى هذه الخلفية . ذكر بولس أنه كان في طريقه إلى دمشق لإنجاز مهمة كلف بها . وهي القبض على بعض أتباع المسيح وسوقهم مقيدين إلى أورشاليم ، وقال " وفيما هو منطلق إلى دمشق وقد اقترب منها . لمع حوله فجأة نور من السماء فوقع على الأرض . وسمع صوتا يقول له : شاول . شاول . لماذا تضطهدني ؟ فسأل : من أنت يا سيد ؟ فجاءه الجواب : أنا يسوع الذي أنت تضطهده . والآن قم وأدخل المدينة فيقال لك ما يجب أن تفعله " [3] . وإذا كان بولس قد ذكر هنا أن المسيح أمره بدخول المدينة ليتلقى الأوامر . فإنه ذكر في موضع آخر أن المسيح عينه خادما له وحمله رسالة إلى الأمم . قال " فسألت : من أنت يا سيد ؟ فأجاب : أنا يسوع الذي أنت تضطهده ، أنهض وقف على قدميك فقد ظهرت لك لأعينك