نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 185
فقبل ساعة الموت لا بد من الأخذ بأسباب البحث عن الحقيقة ، ولا بد أن تكون فاتحة هذا البحث مستندة على مساند الفطرة . لأنه كما تكون البداية تكون النهاية . والله تعالى ينظر إلى عباده كيف يعملون . 4 - [ التقدم إلى الخلف ] أخبر المسيح عليه السلام تلاميذه بأنهم سيضطهدون وسيطردون خارج المجامع . وإنه سيأتي وقت يظن فيه من يقتلهم أنه يؤدي خدمة لله [1] وفي آخر الدعوة قال المسيح لتلاميذه " حين أرسلتكم بلا صرة مال ولا كيس زاد ولا حذاء . هل احتجتم إلى شئ . فقالوا : لا فقال لهم : أما الآن فمن عنده صرة مال فليأخذها وكذلك من عنده حقيبة زاد . ومن ليس عنده فليبيع رداءه ويشتر سيفا " [2] لقد كان عليه السلام يعدهم للدفاع عن أنفسهم . وكما نزل الستار على أبناء هارون من بعد موسى وهارون . وهم الذين عينتهم الدعوة الإلهية لتفسير الشريعة ، وكما ضاعت أصواتهم في ساحات الضوضاء والغوغاء فلم ترى معالمهم في السطور التي احتوتها الأصول ، كذلك نزل الستار على تلاميذ المسيح عليه السلام من بعد رفع المسيح ، وضاعت أصواتهم على موائد المجامع . ولم تكن لهم معالم في سطور القرارات التي أصدرتها المجامع عبر تاريخها . ولم يعرف من سيرة تلاميذ المسيح عليه السلام إلا ما أخبرت به الدعوة الإلهية الخاتمة . روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " كونوا كأصحاب عيسى . نصبوا على الخشب ونشروا بالمناشير . موت في طاعة خير من حياة في معصية " [3] وبعد اضطهاد الأصحاب جاء العصر الذي اضطهد فيه الأتباع
[1] أنظر : يوحنا 16 / 1 - 3 . [2] لوقا 22 / 35 - 37 . [3] رواه ابن عساكر عن ابن مسعود . والطبراني عن معاذ ( كنز العمال 216 / 1 ) .
185
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 185