نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 186
والذين على أثر المسيح . قال تعالى : * ( قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود . إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد . . . ) * [1] . قال المفسرون : قيل : كان الأخدود بنجران . وكان بها بقايا قوم على دين عيسى بن مريم ، وأراد ملك من ملوك حمير كان قد تهود أن يحملهم على اليهودية ويدخلهم فيها ، فجمع من كان بنجران على دين المسيح ثم عرض عليهم دين اليهودية ، فأبوا عليه واختاروا القتل . فاتخذ لهم أخدودا وجمع فيه الحطب وأشعل فيه النيران . فمنهم من أحرق بالنار ومنهم من قتل بالسيف ، وقوله تعالى : * ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله . . ) * أي ما كرهوا من أولئك المؤمنين إلا إيمانهم بالله . فأحرقوهم لأجل إيمانهم . وقيل : أن لأصحاب الأخدود وقائع متعددة وقعت بالحبشة واليمن والعجم والإشارة في الآية إلى جميعها . وذكر ابن كثير أنه في زمن قسطنطين . ألقى النصارى الذين كانوا على دين المسيح عليه السلام في أخدود وقتلوا جميعا بالنار [2] . ومن الثابت أن قسطنطين هو الذي دعا إلى مؤتمر نيقية عام 325 م . وهو الذي اعتمد قانون الإيمان النصراني الذي يقول بألوهية المسيح . كما سنبين في موضعه . وبالجملة : تم اضطهاد وقتل الذين سلكوا سبيل عيسى عليه السلام . ونزل عليهم الستار كما نزل من قبل على أبناء هارون في صدر المسيرة الإسرائيلية . ورغم نزول الستار إلا أن آثار أقدامهم واضحة على امتداد الطريق . لأنها أصل من أصول الدعوة يقام به الحجة على كل من يتدبر في الأصول . وهذا الأصل يقود إلى الدعوة الخاتمة التي جعلها الله حجة على البشرية جمعاء .
[1] سورة البروج آية 4 - 8 . [2] ابن كثير في تفسيره 495 / 4 .
186
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 186