نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 176
البالغة والحجة الرافعة . الحكيم في جميع ما يقدره ويقضيه من الأمور . وبالجملة : لم يعلن الشبيه عن اسمه ولم يذكر في أي موطن من المواطن أنه ليس المسيح . كما جاء في الأناجيل . وعلى هذا فلا بد أن يكون الشبيه من القاعدة الثانية . قاعدة التلاميذ . الذين قالوا " نحن أنصار الله " وقالوا * ( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) * [1] ويؤكد ذلك الأحاديث التي وردت في كتب التفسير . ومنها ما روي أن المسيح عليه السلام قال لتلاميذه " يا معشر الحواريين . أيكم يحب أن يكون رفيقي في الجنة حتى يشبه للقوم في صورتي فيقتلوه . فقام شاب من أحدثهم سنا فقال : أنا . فقال له المسيح : هو أنت ذاك . فألقى عليه شبه عيسى . ورفع عيسى من روزنة البيت إلى السماء ، وفي رواية " وألقى عليه شبه عيسى حتى كأنه هو . وفتحت روزنة من سقف البيت . وأخذت عيسى عليه السلام سنة من النوم فرفع إلى السماء " [2] . فإلقاء الشبه على واحد من التلاميذ فيه حفظ للدعوة . لأن حركته على امتداد المحنة هي حركة التلميذ الذي امتحن الله قلبه بالإيمان . فلن يتكلم ولن يتحرك إلا وفقا لتعاليم المسيح . ووفقا لتوصياته التي تخص هذه المحنة بالذات . لينجو الذين آمنوا ويسقط الذين كفروا في الفتنة . ويمكن أن يصل الباحث إلى أن الذي صلب لم يكن المسيح عليه السلام . إذا تدبر في الأحداث ودقق النظر في أقوال الشبيه . ونحن سنلقي الضوء على حركة الرجل الذي صلب كما جاءت في الأناجيل . وإذا كانت الأناجيل قد قدمتها على أساس أنها حركة المسيح . فإن على الباحث أن يقرأها ويتدبرها على أساس أنها صادرة من الشبيه . وفي
[1] سورة آل عمران آية 52 . [2] أنظر : تفسير ابن جرير وتفسير البغوي وتفسير ابن كثير في قوله تعالى : * ( وما قتلوه وما صلبوه ) * .
176
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 176