نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 175
ولما كان الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة . فإنه أقام الحجة على الذين شاهدوا شبيه المسيح على الصليب حتى لا يلتبس عليهم الأمر . ويعتقدوا بأن الشبيه هو المسيح ، فلقد أوجب تعالى على تفسير أن يبين لعباده ما يتقون . قال تعالى : * ( وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ) * [1] . والمسيح عليه السلام وتلاميذه من بعده أقاموا الحجة على المسيرة أثناء الدعوة وعند ذروة الأحداث وبعدها . ثم بعث النبي الخاتم ( ص ) وبين للناس الذي هم فيه مختلفون . ومن بين فرق النصارى يوجد من يعتقد بأن المسيح عليه السلام لم يصلب وإنما صلب رجل آخر شبه به . يقول بتراند راسل " كانت طائفة الدوسيين قد ذهبوا إلى أن المسيح لم يكن هو الذي صلب . بل بديل أشبه به . وقد ظهر رأي مماثل لذلك في الإسلام " [2] . وعند البحث عن القاعدة التي ينتسب إليها الشبيه الذي ألقي عليه شبه المسيح عليه السلام ، لا نجد إلا قاعدتين لا ثالث لهما . إما أن يكون من الفريق الذي صد عن سبيل الله ، وأما أن يكون من التلاميذ الذين أقروا بنصرتهم للمسيح وسلكوا السبيل الذي يسلكه إلى الله ، فإذا افترضنا أن الشبيه ينتمي إلى الفريق الكافر بالدعوة . نجد أن هذا الافتراض يؤدي إلى هدم الدعوة من رأس ، وذلك لأن الشبيه في هذه الحالة سيعلن على الذين أشرفوا على محاكمته وعلى الجموع بعد ذلك . أنه ليس المسيح حتى يحاكموه ثم يصلبوه ، وقد يستغل شيوخ اليهود هذا الاقرار . فيدمرون دعوة المسيح ويغرسون أعمدة دعوتهم على لسان الشبيه ، ويترتب على ذلك فتنة الذين آمنوا بالمسيح وانتصار الباطل على الحق وهذا محال . لأن الرفع كان بقدرة العزيز الحكيم الذي له الحكمة
[1] سورة التوبة آية 115 . [2] حكمة الغرب / بتراندراسل ص 242 .
175
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 175