نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 169
الحياة الأبدية بعد أن يفصل الله بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون . ولأن معجزة الرفع إلى السماء سيكفر بها البعض وسيتأولها البعض الآخر ويضعها في غير موضعها . ولأنه على طريق هذه المعجزة فتن عديدة صنعها اليهود وتنتهي جميعا إلى الدجال . فإن من عدل الله ورحمته أنه أقام الحجة داخل الحي اليهودي . فجاءهم المسيح بالعلم الذي يبين بداية ونهاية المعجزة ، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة ، والله تعالى أوجب على نفسه فتح الطريق لعباده وهدايتهم إليه . وهو قوله تعالى : * ( وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شئ عليم ) * [1] . ولما كان الحواريون في الصدارة من بعد المسيح . فلقد أخبرهم المسيح بأنهم سيشاهدون معجزة الرفع ليحدثوا الذين آمنوا بالحقيقة عندما يرى الناس الشبيه على الصليب ، وجاء في إنجيل يوحنا أن المسيح قال للتلاميذ وهو يعدهم للقيام بالدعوة " الحق الحق أقول لكم : إنكم سترون السماء مفتوحة . وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان " [2] فهذا النص يفيد أنهم كانوا في بعض الأوقات يشاهدون نزول الملائكة بالوحي على امتداد البعثة ، ثم شاهدوا معجزة الرفع التي تنسجم مع طريق نزول الوحي على المسيح ، ليردوا الوحي والرفع إلى قدرة الله تعالى وهم يبينون للناس حقيقة الأحداث التي تجري حولهم ، فلا يسقط في فتنتها إلا الذين صنعوا الفتن من القاسية قلوبهم ومن شابههم . وذكر الإنجيل أن المسيح بشر قبل رفعه ( بالمعزي ) الذي سيرسله الله ليشهد الشهادة الحق . التي يشهدها التلاميذ للمسيح . لتفوق حجتهم على حجة الكافرين به إلى يوم القيامة ، ذكر يوحنا أن المسيح