responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 168


تعالى : * ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة " [1] . قال المفسرون : المراد بالتوفي هنا النوم . كما قال تعالى * ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ) * [2] . وروي أن النبي ( ص ) كان يقول إذا قام من النوم " الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا " [3] . والمراد بالرفع إلى الله : أي رفعه إلى السماء . إذ لامكان لله من سنخ الأمكنة الجسمانية ، والآية من قبيل قوله تعالى في ذيل الآية * ( ثم إلي مرجعكم ) * ، فالمراد برفعه إليه : رفعه بروحه وجسده حيا إلى السماء لأنها محل نزول البركات وسكن الملائكة المكرمين ، ومعنى قوله * ( ومطهرك من الذين كفروا ) * أي : إبعاده من الكفار وصونه عن مخالطتهم والوقوع في مجتمعهم المتقذر بقذارة الكفر والجحود ، ومعنى قوله * ( وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ) * فالمراد باتباعه : هو الاتباع على الحق . الاتباع المرضي لله سبحانه ، وعلى ذلك يكون الذين اتبعوه هم الحواريين والمستقيمين من النصارى قبل ظهور الإسلام ، كما أن المسلمين بعد ظهور الإسلام أتباعه على الحق . قال في الميزان : ومحصل الآية . أن متبعيك من النصارى والمسلمين ستفوق حجتهم على حجة الكافرين بك من اليهود إلى يوم ا لقيامة " [4] .
فبعد هذا البيان الوافي الشافي . بدأ المسيح عليه السلام يحدث الجميع بما ستنتهي إليه الأحداث . وأخبرهم بأنهم لن يقدروا أن يتبعوه حيث يذهب . وقال لتلاميذه أنهم سيتبعوه فيما بعد . سيتبعوه بالحجة الدامغة التي تفوق حجة الذين كفروا إلى يوم القيامة ، ثم يتبعوه في



[1] سورة آل عمران آية 55 .
[2] سورة الأنعام آية 60 .
[3] تفسير ابن كثير 366 / 1 .
[4] الميزان 208 / 3 .

168

نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست