نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 166
اليهود مع خصومهم من الهيرودسيين أنصار الملك هيرودس . لكي يمسكوا المسيح بكلمة تدينه أمام السلطة الرومانية ، يقول إنجيل مرقص " أرسلوا إليه بعضا من الفريسيين ومحازبي هيرودس لكي يوقعوه بكلمة يقولها . فجاؤوا وقالوا له : يا معلم نحن نعلم أنك صادق ولا تبالي بأحد لأنك لا تراعي مقامات الناس . بل تعلم طريق الله بالحق . أيحل أن تدفع الجزية للقيصر أم لا ؟ أندفعها أم لا ندفع ؟ ولكنه إذ علم ريائهم قال لهم : لماذا تجربونني ؟ احضروا إلى دينارا لأراه ، فأحضروا إليه دينارا ، فسألهم : لمن هذه الصورة وهذا النقش ؟ فقالوا له : للقيصر . فرد عليهم قائلا : أعطوا ما للقيصر للقيصر وما لله لله . فذهلوا منه " [1] . فلقد تظاهر جنود الملك بالتدين ودخلوا مع الفريسيين أشد فرق اليهود تعصبا في دائرة واحدة ، وانطلقوا إلى المسيح عليه السلام يحملون إليه سؤالا يقوم عليه اقتصاد الدولة الرومانية ، وكانوا بهذا السؤال يريدون أن يوقعوا بالمسيح عليه السلام في شباكهم ليسلموه إلى الحاكم . بحجة أنه يناهض النظام ويضرب اقتصاده في مقتل ، ولكن المسيح تفادى الصدام مع أصحاب القلوب القاسية بالإجابة التي أذهلتهم . وعلى هذا المنوال بدأت التحالفات بين اليهود وبين خصومهم لاصطياد المسيح عليه السلام ، وعندما ضاقت الحلقات ، بدأ المسيح عليه السلام يخبر بالغيب عن ربه جلا وعلا . فحدث اليهود بما سيفعلوه للفتك به وكيف سينجيه الله من أيديهم ، وحدث التلاميذ بأنه سيبقى معهم وقتا قليلا وإنهم لن يقدروا أن يذهبوا معه إلى حيث يذهب ، وقال لهم إن عنده أمور كثيرة يريد أن يتحدث معهم فيها . ولكن الوقت لن يسعفه لإتمام ذلك . وسوف يرسل الله إليهم . المحمد .