نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 164
من هذه النصوص نرى أن المقدمة لا تنسجم مع النتيجة ، ونرى أن اختيار المسيح ليهوذا وإعطائه السلطة على طرد الشياطين منذ البداية . ثم اختراق الشيطان ليهوذا بعد ذلك ، نرى أن هذا في حد ذاته يهدم قولهم بألوهية المسيح . لأن العلم ووضع الشئ في محله قد اهتز اهتزازا كبيرا في دائرة يهوذا الإسخريوطي في حياته الدنيا ، وأن العدل قد اهتز اهتزازا كبيرا في دائرته في الحياة الأبدية ، ولا ندري كيف يجلس يهوذا ضمن الاثني عشر تلميذا ليدين أسباط إسرائيل الاثني عشر على اختلافهم وتفرقهم من بعد ما جاءهم العلم ، في الوقت الذي فيه يهوذا عمودا فقريا لاختلاف النصارى وتفرقهم بعد أن جاءهم العلم . وإذا نظرنا في القرآن الكريم وتدبرنا آياته الكريمة ، نجد أن الله تعالى امتدح الحواريون في أكثر من موضع ، واعتبر شهادتهم حجة على المسيرة الإسرائيلية . وحاذى سبحانه بين قاعدة الحواريين وبين قاعدة الذين آمنوا في الدعوة الخاتمة على نبيها الصلاة والسلام ، وفي آيات أخرى ، ربط الحواريين والذين آمنوا في الدعوة الخاتمة برباط واحد هو رباط الشهادة لله . أما المحاذاة بين الحواريين وبين الذين آمنوا . ففي قوله تعالى : * ( يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله . قال الحواريون نحن أنصار الله ) * [1] . والمراد بنصرتهم لله . أن ينصر الذين آمنوا النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم . في سلوك السبيل الذي يسلكه إلى الله على بصيرة ، ثم جاءت محاذاة الحاضر بالماضي في الدعوة الإلهية . فقال تعالى : * ( كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله . قال الحواريون نحن أنصار الله ) * ومعنى أن الحواريين أنصار الله . أي أنهم أنصارا لعيسى