نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 140
ويتبع العطايا " [1] وعندما بعث المسيح تم الفصل بين ثقافة والتمرد والرشوة وقدوتها . وبين العقيدة التي تتميز بالزهد ويسهر عليها قدوة صالحة ، ذكر الإنجيل أن المسيح قال لتلاميذه " مجانا أخذتم مجانا أعطوا . لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم . ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصا " [2] . ونظرا لتعدد الفرق والمؤسسات داخل الحي اليهودي ، ونظرا لوجود تعاليم تلبست بالدين وأصبحت خطرا على الفطرة . وتهدد المسيرة البشرية بالفتن المهلكة ، فإن حركة المسيح لتصحيح المسار . تميزت من بدايتها بالمفاصلة بين الحق وبين الباطل حتى داخل البيت الواحد ، ليهلك من هلك عن بينة ، ذكر متي أن المسيح قال " لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض . ما جئت لألقي سلاما بل سيفا ، فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها . والكنة ضد حماتها ، وأعداء الإنسان أهل بيته ، من أحب أبا وأما أكثر مني فلا يستحقني . ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني " [3] ، ولأن الدعوة الإلهية دعوة واحدة . ولأن المفاصلة بين الحق وبين الباطل من الأمور الفطرية . فلقد روى أن النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم قال " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " [4] . ولما كانت المفاصلة تقتضي أن يكون القول موافق للعمل ، أمر المسيح تلاميذه بأن لا يقتفوا أثر الكتبة الفريسيين وغيرهم من علماء