نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 139
إبراهيم بنيه ويعقوب . يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون . أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا : نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون ) * ( 1 ) . وفي الآية إشارة إلى أن الدين هو الإسلام كما قال تعالى : * ( إن الدين عند الله الإسلام ) * ( 2 ) . لم تكن المهمة سهلة في الحي اليهودي الذي أغلق الأبواب حتى لا تدخل الاستقامة . كما قال أشعيا : " قد ارتد الحق إلى الوراء والعدل يقف بعيدا . لأن الصدق سقط في الشارع والاستقامة لا تستطيع الدخول وصار الصدق معدوما " ( 3 ) وعلى الرغم من هذا العسر وهذا الصد عن السبيل ، حددت الدعوة للمسيح دائرة عمله ، وهي قوله : " لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " ( 4 ) . ولهذا قال لتلاميذه " إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا . بل اذهبوا بالحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " ( 5 ) . ولأن الحي اليهودي يزخر بالثقافات التي أنتجتها العقائد الوثنية ، ويزخر بالانحرافات التي أنتجها التحريف والتأويل لنصوص الكتاب ، كان لا بد من المفاصلة بين الحق وبين الباطل داخل الحي اليهودي ، ليعرف الشعب أين تكون القدوة الصالحة وتقام عليه الحجة ، فالساحة شربت من قديم ثقافة يشير إليها قول أشعيا " صارت القرية الآمنة زانية . . كان العدل يبيت فيها وأما الآن فالقاتلون " وقوله " رؤسائك متمردون ولغفاء اللصوص . كل واحد منهم يحب الرشوة