نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 136
أنتجتها المسيرة وعليها شبت الأجيال ، وعلى ثقافتها سارعوا في الأرض فسادا طمعا في نشر شباك التهويد والتوثين على الفطرة ، وبين أن هناك الشباك ستكون عائقا أمام صاحبها عندما يبعث نبي شريعة الملكوت ، ولأجل هذا فلا بد من طرح الشباك لكي تستقبل الفطرة زادها ، وشباك الاعتقادات الباطلة هذه ، أشار إليها النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم . بقوله " ما من مولود إلا يولد على الفطرة . فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه " [1] . والمسيح عليه السلام كان يمهد الطريق أمام نبي الدعوة الخاتمة . وأقام الحجة على أصحاب شباك التعتيم في المسيرة الإسرائيلية . لكي يستقبلوا وتستقبل أجيالهم الدعوة التي ما زالت في بطن الغيب . على أرضية ذات شكل آخر وطبع آخر وأفكار أخرى ، ولكي يزيل المسيح عليه السلام شباك التعتيم ، كان يكلم الشعب بطريقة ضرب الأمثال لهم لعلهم يفقهون ، جاء في إنجيل متي " فتقدم إليه التلاميذ وسألوه : لماذا تكلمهم بالأمثال ؟ فأجاب : لأنه قد أعطى لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السماوات ، أما أولئك فلم يعط لهم ذلك ، فإن من عنده يعطي المزيد فيفيض . وأما من ليس عنده ينتزع منه ، لهذا السبب أكلمهم بأمثال ، فهم ينظرون دون أن يبصروا ويسمعوا دون أن يسمعوا أو يفهموا ، ففيهم قد تمت نبوءة أشعيا حيث يقول : سمعا تسمعون ولا تفهمون ، ونظرا تنظرون ولا تبصرون ، لأن قلب هذا الشعب قد صار غليظا . وصارت آذانهم ثقيلة السمع . وأغمضوا عيونهم . لئلا يبصروا بعيونهم . ويسمعوا بآذانهم . ويفهموا بقلوبهم . ويرجعوا إلي فأشفيهم " [2] يقول متي هنري : أجابهم المسيح أنه علم بالأمثال ، لأن بها تصبح الأمور أكثر وضوحا
[1] رواه الإمام مسلم ك القدر بكل مولود يولد على الفطرة ( الصحيح 52 / 8 ) . [2] متي 13 / 10 - 15 .
136
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 136