نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 135
أن ملكه تعالى محيط بكل شئ ونفوذ أمره ومضي حكمه ثابت على كل شئ ، والنظر في ملكوت الأشياء يهدي الإنسان إلى التوحيد هداية قطعية ، قال تعالى : * ( أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شئ وإن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعد . يؤمنون ) * [1] . فالمسيح عليه السلام بشر بالنبي الخاتم الذي تحقق شريعته الاستكمال الإنساني ، ويقوم دينه على التوحيد الذي لا يرى غير الله من يملك أي شئ ، وينطلق في دعوته من ينبوع دين الله في فطرة الإنسان نفسه . إلى صفحة الكون الواسع العريض التي تعليه على الوجود . إن الإيمان بالله أمر فطري ولا يحتاج إلى معجزة لتثبته ، فدعوته من الفطرة وإلى الفطرة ، ويؤكد هذا المعنى أن المسيح عليه السلام أشار إلى الفطرة وهو يتحدث عن ملكوت الله ، جاء في إنجيل متي " في تلك الساعة تقدم التلاميذ إلى يسوع يسألونه : من هو الأعظم إذن في ملكوت السماوات ؟ فدعا إليه بولد صغير وأوقفه وسطهم وقال : الحق أقول لكم إن كنتم لا تتحولون وتصيرون مثل الأولاد الصغار . فلن تدخلوا ملكوت السماوات أبدا " [2] ويقول متي هنري في تفسيره : قوله " إن لم ترجعوا " وحسب الترجمة الإنجليزية " يجب أن تتجددوا " أو " تتغيروا ، أي : يجب تجديد ذهنكم . يجب أن يكون لكم شكل آخر وطبع آخر وأفكار أخرى ، سواء عن أنفسكم أو عن ملكوت السماوات ، يجب أن ترجعوا إلى أنفسكم ، يجب أن تصيروا مثل الأولاد [3] . لقد دعا المسيح عليه السلام إلى طرح الاعتقادات الباطلة التي