نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 134
وذكره في التوراة والإنجيل . فتلقوه بالقبول ولم يكذبوه . ولا أظهروا فيه شيئا من الشك والترديد [1] وخلو الأناجيل الدائرة اليوم من بشارات عيسى عليه السلام بما فيها من الصراحة . فالقرآن الكريم في غنى عن تصديقها . لأنه الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وهو المعجزة الباقية ، والبشارات بنبي الإسلام ( ص ) لا يخلو الكتاب المقدس منها ، وبعض هذه البشارات حرفت وغيرت إما بتغيير لفظ أو محل . وإما بزيادة أو نقصان . أو غير ذلك . ولقد ذكر العهد القديم بشارات إذا تدبرها الباحث وجد أنها لا تستقيم إلا مع البعثة الخاتمة ، وسنلقي ضوءا على هذه البشارات في موضعها ، أما العهد الجديد فلقد بشر بالنبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم في مواضع ، وبشر بشريعته تحت عنوان " اقترب ملكوت السماوات " ، وكان المسيح عليه السلام يقول لتلاميذه " أكرزوا قائلين : إنه اقترب ملكوت السماوات " [2] ، ومعنى الملكوت الذي أشار إليه المسيح : السلطنة والحكم ، ويشير إليه قول الله تعالى لرسوله الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم * ( قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون . سيقولون لله . قل فأنى تسحرون . بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون . ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون ) * [3] ، وقال المفسرون : الملكوت هو الملك . بمعنى : السلطنة والحكم ، وقد فسر تعالى ملكوته بقوله : * ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون . فسبحانه الذي بيده ملكوت كل شئ ) * [4] ، فكون ملكوت كل شئ بيده