نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 13
بفطرته وإما بأمر ورائه ، لكن الفطرة غير كافية فإنها هي المؤدية إلى الاختلاف في المعاش ، فوجب أن تكون الهداية من غير طريق الفطرة والطبيعة . وهو التفهيم الإلهي المسمى بالنبوة والوحي [1] . وبعد نزول التشريع الإلهي . جاء الاختلاف الثاني . وهو الاختلاف في الدين . فعندما أصلحت الأمور ببعث النبيين وإرسال المرسلين . وظهر الانذار والتبشير والثواب والعقاب ، جاء الاختلاف في معارف الدين أو أمور يوم القيامة ، وترتب على هذا الاختلاف اختلال أمر الوحدة الدينية . وظهرت الفرق والأحزاب وتبع ذلك الاختلاف غيره ، ولم يكن هذا الاختلاف الثاني إلا بغيا من الذين جاءهم النبيين بالكتاب ظلما وعتوا منهم . بعد ما تبين لهم أصول الدين ومعارفه وتمت عليهم الحجة . وعلى هذا فإن المسيرة البشرية عصف بها اختلافان : اختلاف فطري في المعاش وأمور الحياة . ورفع هذا الاختلاف بالدين . ثم اختلاف في نفس الدين . وهذا الاختلاف أوجده العلماء ويستند إلى البغي . وفي هذين الاختلافين يقول تعالى : * ( كان الناس أمة واحدة . فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس في ما اختلفوا فيه . وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه ) * [2] قال في الميزان : ذكر البعض أن المراد بالآية أن الناس كانوا أمة واحدة على الهداية . لأن الاختلاف أنما ظهر بعد نزول الكتاب بغيا بينهم ، وقد غفل هذا القائل عن أن الآية تثبت اختلافين اثنين لا اختلافا واحدا . وعن أن الناس لو كانوا على الهداية فإنها واحدة من غير اختلاف . فما هو الموجب بل ما
[1] تفسير الميزان 131 / 2 . [2] سورة البقرة آية 213 .
13
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 13