نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 12
الذي بنى على علم فقط دون غيره ، قال تعالى : * ( إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) * [1] . وإصلاح الفطرة بالفطرة وتعديل قواها المختلفة عند طغيانها ، إصلاح وتعديل داخل في الصنع والإيجاد . قال تعالى : * ( الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ) * [2] قال في الميزان : بين أن من شأنه وأمره تعالى أن يهدي كل شئ إلى ما يتم به خلقه ، ومن تمام خلقة الإنسان أن يهتدي إلى كمال وجوده في الدنيا والآخرة . وقال تعالى : * ( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك ، وما كان عطاء ربك محظورا ) * [3] وهذه الآية تفيد أن شأنه تعالى هو الامداد بالعطاء يمد كل من يحتاج إلى إمداده في طريق حياته ووجوده ويعطيه ما يستحقه . وإن عطائه غير محذور ولا ممنوع من قبله تعالى . ومن المعلوم أن الإنسان غير متمكن من تتميم هذه النقيصة من قبل نفسه . فإن فطرته هي المؤدية إلى هذه النقيصة . فكيف يقدر على تتميمها وتسوية طريق السعادة والكمال في حياته الاجتماعية . وإذا كانت الطبيعة الإنسانية هي المؤدية إلى هذا الاختلاف العائق للإنسان عن الوصول إلى كماله . وهي قاصرة عن تدارك ما أدت إليه وإصلاح ما أفسدته فالإصلاح - لو كان - يجب أن يكون من جهة غير جهة الطبيعة . وهي الجهة الإلهية التي تأتي عن طريق النبوة بالوحي . والخلاصة : إن نوع الإنسان مستخدم بالطبع . وهذا الاستخدام الفطري يؤديه إلى الاجتماع المدني وإلى الاختلاف في جميع شؤون حياته . ويقضي التكوين والإيجاد رفع هذا الاختلاف وما يترتب عليه . ولا يرتفع إلا بقوانين تصلح الحياة الاجتماعية برفع الاختلاف عنها ، وهداية الإنسان إلى كماله وسعادته يتحقق بأحد أمرين : إما
[1] سورة يوسف آية 40 . [2] سورة طه آية 55 . [3] سورة الإسراء آية 20 .
12
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 12