نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 14
هو المجوز لبعث الأنبياء وإنزال الكتاب . وحملهم على البغي بالاختلاف وإشاعة الفساد ؟ وذكر آخرون : أن المراد بالآية : أن الناس كانوا أمة واحدة على الضلالة . إذ لولاها لم يكن وجه لترتيب قوله تعالى : * ( فبعث الله النبيين . . الآية ) * . وقد غفل هذا القائل عن أن الله سبحانه يذكر أن هذا الضلال الذي ذكره . وهو الذي أشار إليه بقوله سبحانه : * ( فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه . . الآية ) * . إنما نشأ عن سوء سريرة علماء الدين بعد نزول الكتاب وبيان آياته للناس ، فلو كانوا على الضلالة قبل البعث والإنزال وهي ضلالة الكفر والنفاق والفجور والمعاصي ، فما المصحح لنسبة ذلك إلى علماء الدين ؟ [1] . ويقول صاحب الميزان : قوله تعالى : * ( وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ) * هو اختلاف سابق على الكتاب والمختلفون بهذا الاختلاف هم الناس ، وقوله تعالى * ( وما اختلف فيه ) * أي في الكتاب * ( إلا الذين أوتوه ) * أي الذين حملوه ، وهذا الاختلاف لاحق بالكتاب متأخر عن نزوله . والمختلفون بهذا الاختلاف حملته دون جميع الناس ، فأحد الاختلافين غير الآخر أحدهما اختلاف عن بغي وعلم والآخر بخلافه [2] . فالأنبياء والرسل عليهم السلام بعد نزول الكتاب . أقاموا الحجة وشيدوا بناء الوحدة الدينية . ولأن دين الله واحد لا غير ولا تدعو النبوة إلا إليه . فإن الناس إذا كذبوا أحد الأنبياء فقد كذبوا كل الأنبياء في الحقيقة ، ولما كان التشريع الديني والتقنين الإلهي يحتاج إلى بيان من الأنبياء والرسل عليهم السلام . فإن الله أيدهم بالعصمة وصانهم من الخطأ والغفلة في تلقي الوحي من الله وحفظه وتبليغه ، وقد دل القرآن