نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 127
الآن ستوضعون في كفة الميزان لحظة واحدة ، الآن قد تحددت نهايتكم للهلاك الذي لا يمكن أن تفلتوا منه إلا بالتوبة العاجلة الصادقة ، الآن قد منحكم الله آخر فرصة للاختبار ، إما أن تنتهزوا الفرصة الآن . أو تضيع من أيديكم إلى الأبد ، وبين كيف أن القصاص منهم سيكون صارما إن لم ينتهزوا الفرصة ، الحقيقة يوضحها يوحنا بوضع الفأس على أصل الشجرة ، ليبين لهم أن الله قضى أن كل شجرة مهما ارتفعت بمواهبها وأمجادها . ومهما بدت خضراء بمظهرها الخارجي ، أن لم تصنع أثمارا صالحة تليق بالتوبة فإنها تقطع ، لا يعترف بها كشجرة في كرم الله ، تصبح غير جديرة بأن تحتل مكانا هناك وتلقى في النار ، وهي أليق مكانا للأشجار الجافة لأنها لا تصلح لشئ آخر ، إن لم تصلح للأثمار تصلح للنار [1] . ويقول متي هنري : لقد كانوا عصابة الأفاعي كلهم متساوون في الشر ، ورغم أنهم كانوا أعداء بعضهم لبعض . إلا إنهم كانوا متحالفين في الشر ، إن نسل الشرير هو نسل الأفاعي ، ولقد كان الانذار الذي وجهه لهم يوحنا " من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي " يتضمن أنهم كانوا في خطر الوقوع تحت طائلة الغضب الآتي . وأنه لا أمل لهم في النجاة منه ، لأن قلوبهم قد قست ، الفريسيين بسبب تمسكهم بمظهر الديانة . والصدوقيون بسبب كثرة مناقشتهم عن الديانة ، حتى كان يصبح كل مجهود لمحاولة التأثير عليهم مقضيا عليه بالفشل ، لقد كان هناك غضبا آتيا . ومن واجب كل واحد أن يهرب من هذا الغضب . ومن رحمة الله أنه يحذر للهروب من هذا الغضب . لقد كان يحيى ( يوحنا ) يتحدث بالحق الذي تحدث به آل يعقوب ، وكان عليه السلام يقف على أرضية آل عمران ( آل هارون ) ،