نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 11
منهم . ولما كان في الإنسان القوي والضيف والمريض إلى غير ذلك . ونظرا لتعارض المصالح بين هذا وذاك . ظهر الاختلاف في الأغراض والمقاصد والآمال . وجاء الاختلاف في المعاش وهو الذي يرجع إلى الدعاوى وينقسم به الناس إلى مدع ومدعى عليه . وظالم ومظلوم ومتعد ومتعدى عليه وآخذ بحقه وضائع حقه . ولأن الإنسان بحسب طبعه وفطرته سائر نحو الاختلاف في المعاش على أرضية الاجتماع المدني . ولأن الفطرة هي الهادية إلى الاختلاف نظرا لتعدد الأغراض وتعدد الأشياء التي سخرها الله للإنسان . فإنها لم تتمكن من رفع الاختلاف . وكيف تدفع شئ ما تجذبه إليه نفسها . ولأن الفطرة لا تستطيع أن تقدم تشريع يكون على عاتق الناس . وتأمرهم بإتيان أمور هي الواجبات وما في حكمها وتنهاهم عن أمور هي المحرمات وما في حكمها . استدعى ذلك وضع قوانين إلهية ترفع الاختلافات والمشاجرات في لوازم الحياة . فرفع الله سبحانه هذا الاختلاف بالنبوة والتشريع . فالاختلاف الأول في أمر الدنيا فطري . وكان سببا لتشريع الدين . ليكون الدين الإلهي هو السبب الوحيد لسعادة هذا النوع الإنساني والمصلح لأمر حياته . يصلح الفطرة بالفطرة ويعدل قواها المختلفة عند طغيانها . وينظم للإنسان مسلك حياته ، ووضع الله سبحانه ما شرع من الشرائع والقوانين على أساس التوحيد . لأن التوحيد هو الحصن الحصين الذي يحفظ الإنسان من الخطأ والزلة ، ومن أساس التوحيد بنى الدين أسلوبه الاجتماعي وقوانينه الجارية على أعمدة الأخلاق . ومن هذا الحصن يعرف الناس ما هو حقيقة أمرهم من مبدئهم إلى معادهم ليسلكوا في هذه الدنيا حياة تنفعهم في غد ، ويعملون في العاجل ما يعيشون به في الآجل ، وليعلموا أن التشريع الديني والتقنين الإلهي هو
11
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 11