نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 118
آدم الأول ، فقد كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة ، لم تنجسني الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسني من مدلهمات ثيابها ، فقد كنت مباركا أينما كنت وحيثما كنت ، لم أر صلب زان ولا رحم زانية ، أو صلب مشرك جهول ورحم مشركة . وجميع الأنبياء والرسل خرجوا من شجرة واحدة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، ولقد اصطفى الله الأنبياء وآلهم على العالمين كما في قوله تعالى : * ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) * [1] اصطفى سبحانه آدم عليه السلام لأنه أول خليفة له في الأرض ، واصطفى نوح عليه السلام لأنه أول الخمسة أولي العزم من الرسل ، وهو أيضا الأب الثاني للنوع الإنساني بعد الطوفان ، لقوله تعالى : * ( وجعلنا ذريته هم الباقين ) * [2] واصطفى سبحانه آل إبراهيم . وهم إسحاق وإسرائيل والأنبياء من بني إسرائيل عليهم السلام . وإسماعيل والطاهر من ذريته وسيدهم محمد ( ص ) ، وقد جاء ذكره في دعاء إبراهيم وإسماعيل عند رفعهما قواعد بيت الله الحرام بمكة . * ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ) * ( إلى قوله تعالى ) * ( ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ) * [3] واصطفى الله آل عمران . وآل عمران من ذرية إبراهيم عليه السلام ، ولكن الله أفردهم في آية الاصطفاء ليكون في هذا إشارة بأن الله تعالى قدمهم على الناس في أمر أو أمور لا يشاركهم فيه أو فيها غيرهم . وآية الاصطفاء في خطوطها العريضة إعلان للبشر بأن هؤلاء
[1] سورة آل عمران آية 33 . [2] سورة الصافات آية 77 . [3] سورة البقرة آية 129 .
118
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 118