وجمعه مواطن [1] .
ومنه قوله تعالى : ( لقد نَصَرَكُم اللّهُ في مَوَاطِنَ كَثيرة ) [2] . قال الزمخشري : ويجوز أن يُراد بالموطن الوقت كمقتل الحسين ( عليه السلام ) [3] . ومن ذلك يفسّر حديث عليّ ( عليه السلام ) : « الجِهَاد على أربع شُعَب : عَلَى الأمْرِ بالمَعْرُوفِ ، والنَّهي عَنِ المُنْكَرِ ، والصِّدْقِ في المَوَاطِنِ ، وشَنَآنِ الفَاسِقينَ » [4] ، وكنّى ( عليه السلام ) عن انتشار الإسلام وتثبيت دعائمه بقوله : « حتّى اسْتَقَرَّ الإسْلاَمُ مُلْقِياً جِرانَهُ ، وَمُتَبَوّئاً أوْطَانَهُ » [5] .
[ وظف ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن رحمة اللّه وعفوه : « وَوَظَّفَ لَكُم مُدَداً ، فِي قَرَارِ خِبْرَة » [6] .
الوظيفة : ما يُقدّر له في كلّ يوم من رزق أو طعام أو علف أو شراب ، وجمعها الوظائف والوُظف . ووظف الشيء على نفسه ووظّفه توظيفاً : ألزمها إيّاه . والوظيف لكلِّ ذي أربع : ما فوق الرُّسْغ إلى مَفْصِل الساق . وجاءت الإبل على وظيف واحد ، إذا تبع بعضها بعضاً كأنّها قطار ، كلّ بعير رأسه عند ذَنَب صاحبه [7] . وقرار خبرة : كناية عن الدنيا .
[ وعب ] في حديث عليّ عن علمه تعالى ( عليه السلام ) : « ومَا أَوْعَبَتْهُ الأصْدَافُ » [1] .
الوعبُ : إيعابك الشيء في الشيء ، كأنّه يأتي عليه كلّه . واستوعب المكانُ والوِعاءُ الشيء : وسعه . ووعب الشيء وَعْباً ، وأوعبه ، واستوعبه : أخذه أجمع . وبيت وعيب ووعاء وعيب : واسع يستوعب كلَّ ما جُعل فيه ، والوعب : ما اتسع من الأرض . وأوعب القوم : حشدوا وجاءوا موعبين ، أي جمعوا ما استطاعوا من جَمْع . وانطلق القوم فأوعبوا ، أي لم يَدَعوا منهم أحداً . وفي الحديث : « أوعب المهاجرون والأنصار مع النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يوم الفتح » وفي الحديث الآخر : « أوعب الأنصارُ مع عليّ إلى صفّين » أي ، لم يتخلّف منهم أحدٌ عنه [2] .
والإيعاب والاستيعاب : الاستئصال والاستقصاء في كلِّ شيء ، ومنه قولهم : أتى الفرس بركض وعَيب ، إذا جاء بأقصى