ذِكرَه ، حتّى انْتَهَيْتُ إلى العَرْج » . قال الرضي : « فأطأ ذكره » من الكلام الذي رمى إلى غايتي الإيجاز والفصاحة . أراد أنّي كنتُ أُعْطَى خبره ( صلى الله عليه وآله ) من بدء خروجي إلى أن انتهيت إلى هذا الموضع ، فكنى عن ذلك بهذه الكناية العجيبة [1] .
[ وطد ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن توحيد اللّه : « فَمِنْ شَوَاهِدِ خَلْقِهِ خَلْقُ السَّماوَاتِ مُوَطَّدات بِلاَ عَمَد ، قَائِمَات بِلا سَنَد » [2] .
الواطد : الثابت وطَدَ الشيء يَطِدهُ وَطْداً وطِدةً ، فهو موطود ووطيد : أثبته وثقله ، والتوطيد : مثله . والوطائد : قواعد البنيان [3] . ويقال : وطّدتُ لك منزلاً ومنزلةً عند فلان ، أي أثبتها لك [4] . ومن المجاز : فلان من وَطَائِدِ الإسلام . قال الشاعر :
فأنتَ لدين اللّه فينا وطيدةٌ * وأنت عن الأحساب فينا المُذَبِّبُ [5] [ وطن ] قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : « كلّ مَنْزِل من مَنَازِلك لا تَسْتَوطِنه فَعليكَ فيه التقصير » [6] .
الوَطَن : مكان الإنسان ومقرّه ، ومنه قيل لمرْبِض الغنم وطن . والجمع أوطان . وأوطن الرجلُ البلدَ واستوطنه وتوطّنه : اتخذه وَطَناً [1] . ويقال ; حيث أوطنت من بلد أو دار أو مكان : وطن [2] . وفيه قال عليّ ( عليه السلام ) : « الفَقْرُ في الوَطَنِ غُرْبَةٌ » [3] . وقوله ( عليه السلام ) : « قد رأَيْتُ أن أَقْطَعَ هذِهِ النُّطْفَةَ إلى شِرْذِمَة مِنْكُم ، مُوَطِّنينَ ، أَكْنَافَ دَجْلَة » [4] . أراد أنّهم جعلوا نواحي دَجْلة مقرّاً ومكاناً لهم . وكنّى ( عليه السلام ) عن الدار الآخرة للإنسان بأنّها : « مَوْطِنِ فَاقَتِه » [5] . باعتبار حاجته فيها للأعمال الصالحة . وفي حديث الحسين ( عليه السلام ) في وصفه ( صلى الله عليه وآله ) : « لا يُوطن الأماكن وينهى عن إيطانها » [6] . لا يوطن : أي لا يتّخذ لنفسه مجلساً يُعرف به . والموطن : مَفعِل منه . ويُسمّى به المشهد من مشاهد الحرب