ويقال : اجتمع للمرأة الأبيضان ، الشَّحْمُ والشبابُ . وهو لا يشرب إلاّ الأبيضين . قال الشاعر :
ولكنّه يأتي لِيَ الحولُ كاملاً * وماليَ إلاّ الأبيضين شرابُ يريد بالأبيضين اللبن والماء . وما رأيته مُذْ أبيضان ، أي يومان .
وأتيته في بيضةِ القيظ وبيضاء القيظ ، وهي صميمه بين طلوع سهيل والدَّبَران .
وبايضني فلان : جاهرني ، من بياض النهار [1] . ومن بياض النهار جاء المجاز .
في كتاب عليٍّ ( عليه السلام ) إلى أُمراء البلاد في معنى الصلاة : « وصَلّوا بهِمُ العَصْرَ والشَّمْسُ بَيْضَاءُ حَيَّةٌ في عُضْو من النَّهَارِ حِيْنَ يُسَارُ فِيهَا فَرْسَخان » [2] .
قدّر وقت العصر ببقاء الشمس بيضاء لم تصفر للمغيب . واستعار لفظ الحياة لظهورها على الأرض لمكان المشابهة . وقوله : في عضو من النهار ، أراد القسم والقطعة منه .
ثمّ قدّر ذلك العضو بمقدار أن يسافر فيه فرسخان ، السير المعتاد [3] .
وقد استُعير البياض للبرص في دعاء عليّ ، لما بعث أنس بن مالك لطلحة والزبير يذكّرهما ممّا سمع من رسول اللّه ، فقال : نسيت ، فقال : إنْ كنت كاذباً فضربك اللّهُ بها بيضاء لامعةً لا تواريها العِمامَةُ [4] .
قال الرضي : يعني البرص ، فأصاب أَنَساً هذا الدعاء فيما بعد في وجهه ، فكان لا يُرى إلاّ مبرقعاً [1] .
[ بيغ ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « إنّ اللّه تَعَالى فَرَضَ عَلَى أئِمَّةِ العَدْلِ أن يُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُم بِضَعَفَةِ النّاسِ ، كَيْلاَ يتبيَّغ بِالفَقِيرِ فَقْرُهُ » [2] .
البيغ : توقّد الدم في العروق ، وتبيّغ به الدم : غلبه وقهره . وتبيّغ الماء ، إذا تردد فتحيّر في مجراه مرّةً كذا ومرّة كذا . وفُسّر التبيّغ من كلِّ وجه كتبيّغ الداء إذا أخذ في الجسدِ كلّه واشتدّ . قال ابن الأعرابي : تبيّغ وتبوّغ ، بالواو والياء ، وأصله من البَوْغاء ، وهو التراب إذا ثار [3] .
[ بال ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « مَضَتِ الدُّنْيَا لِحَالِ بَالِهَا » [4] .
البال : القلب ، وخطر ببالي ، أي بقلبي وهو رخي البال ، أي واسع الحال [5] .