وفي حديث النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بَيْد أنّهم أُوتوا الكتاب من قبلنا وأُوتيناه من بعدهم » [1] .
وَبيْد : مثل غير وزناً ومعنى ، يقال : هو كثير المال بيد أنّه بخيل [2] . وتقول العرب : مَيْد أنّي وَبيْد أنّي ، في معنى غير أنّي [3] . تدخل الميم على الباء والباء على الميم ، كقولك : أغمطت عليه الحمّى وأغبطت . وقوله : سمّد رأسه وسبّد رأسه ، وهذا كثير في الكلام .
قال أبو عبيد : وأخبرني بعض الشاميين أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « أنا أفصح العرب ميدَ أنّي من قريش ونشأت في بني سعد بن بكر » . وفسّره : من أجل [4] .
[ بيض ] في حديث النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « قد تركتُكم على البيضاء ليلُها كنهارِها لا يَزيغُ عنها بَعْدِي إلاّ هالك » .
البيضاء : محجّة الدين ومدرجة الطريق المستقيم ، وصفتها بالبياض عبارة عن وضوح نهجها وبيان سننها ، وكلُّ أبيض في كلامهم واضح ، يقولون : وجه واضح ، إذا كان أبيض المَحيَّا ، وجبين واضح ، وجيد واضح ، على هذا المعنى [5] .
ومن المجاز جاء قولهم : فلان يحوط بَيْضَة الإسلام وبيضة قومه . وباض بني فلان وابتاضهم : دخل في بيضتهم . وأوقعوا بهم فابتاضوهم ، أي استأصلوا بيضتهم ( 1 ) .
والبيضَة : الأرض البيضاء الملساء . والبَيْض : داءٌ يصيب الخيل في قوائمها ( 2 ) .
وقولهم : صام أيّام البيض ، هي مخفوضة بإضافة أيّام إليها ، وفي الكلام حذفٌ ، والتقدير : أيّام الليالي البيض ، وهي ليلة ثلاث عَشْرة وليلةُ خَمْسَ عشرة ، وسُمّيت هذه الليالي بالبيض لاستنارة جميعها بالقمر ( 3 ) .
ويقال للرجل إذا مُدح : هو بيضة البلد ، أي واحد أهله والمنظور إليه منهم ، قالت امرأة من العرب ترثي عمراً ابن عبد ودٍّ ، وتذكر قتل عليّ ( عليه السلام ) بن أبي طالب إيّاه :
لو كان قاتل عُمرو غيرَ قاتله * بكيته ما أقام الروحُ في الجسد لكنّ قاتله من لا يُعاب به * وكان يُدعى قديماً بيضة البلد ( 4 )